تعد هذه المرة الأولى التي تطعن فيه المحكمة الإدارية في قرار صادر عن المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري الهاكا، فقد قضت المحكمة الإدارية بالرباط يوم الجمعة الماضي بإيقاف تنفيذ قرار المجلس الصادر بتاريخ 19 نونبر الجاري، والذي يأمر (شركة صورياد-القناة الثانية) بالبث الفوري بالصوت والصورة للبيان المتعلق بحق الرد الذي تقدمت به (المساء ميديا) الناشرة لجريدة المساء. وكانت المحكمة الإدارية في حكمها الابتدائي قد قبلت الطعن من ناحية الشكل الذي تقدمت به (شركة صورياد-القناة الثانية) ضد قرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري. ويأتي حكم المحكمة الإدارية إثر نزاع بين القناة التلفزية (دوزيم) وشركة (المساء ميديا) على خلفية نشر القناة الثانية لخبر بخصوص استماع الشرطة القضائية للمخرج السينمائي المغربي محمد العسلي، أحد المساهمين في مساء ميديا، الشيء الذي رأت فيه الجريدة إقحاما لاسمها في الموضوع دون أي مسوغ مهني. انتهى مهرجان مراكش الذي وضع للاحتفاء بخمسينية السينما المغربية، فكان مناسبة لكشف مدى غربتها وتحولها إلى بوق لغيرها، فالمخرج المغربي عبد الرحمن التازي لم يتردد في التعبير عن أسفه إزاء وضعية التبعية السينمائية للغرب، بتصريحه الواضح للزميلة المساء:نحن نلاحظ اليوم أن ظاهرة الدعم السينمائي الغربي أصبحت لازمة، وبعض المخرجين يخضعون بسهولة لشروط هذه الصناديق التي تحمل وتروج لمنظوراتها ولقيم بعيدة عن القيم الثقافية المغربية، وما أخشاه هو أن نسقط في نوع من التبعية الثقافية لفرنسا أو لغيرها... إن الغرب يريد أن يرانا من خلال منظوره، لعل هذا أكبر مؤشر يفسر غربة السينما المغربية وعجزها عن تقديم واقعها كما هو لا كما يتخيله غيره. هذا الحديث يذكرنا بمفكر الاستشراق الكبير ادوارد سعيد الذي فضح كيف وظف الأدب والفن في خدمة مشاريع استعمارية موغلة في الهمجية والعنف والتدمير، لكن وهو يرصد ذلك كان يتحدث عن استشراق يصنعه فنانو وأدباء الغرب حول الشرق، أما اليوم وعبر التمويل الأجنبي أصبح بنوجلدتنا من يقوم بذلك، وهذه هي المأساة الحقيقية.