أكدت مصادر مسؤولة بولاية الدارالبيضاء الكبرى أن المخرج السينمائي نبيل عيوش صاحب شركة عليان للإنتاج، استفاد من وعاء عقاري تقدر مساحته الإجمالية بـأزيد من 5000 متر مربع، لإنجاز مشروع بناء ما سمي قاعات سينمائية شعبية على تراب خمس مقاطعات (سيدي مومن، سيدي عثمان، وابن امسيك، والفداء، ومولاي رشيد)، ودعم مالي يصل إلى مليون و100 ألف درهم، وقال منتخب جماعي إن هذا المبلغ تم تحويله من ميزانية لجنة الإعلام والثقافة بمجلس المدينة. ويأتي بناء هذه القاعات بحسب المصادر ذاتها في إطار المرحلة الأولى الخاصة بمدينة الدارالبيضاء، ثم مدينة مراكش بـ 5 قاعات، في إطار مشروع جمعية صورللجميع؛ الذي ينص على بناء 54 قاعة سينمائية وسط الأحياء الشعبية بالمغرب، بإسهام من الاتحاد الأوروبي، شرط أن تتراوح تذكرة الدخول بين درهمين وخمسة دراهم. وفي السياق نفسه أكدت المصادر المطلعة أن الجماعة الحضرية وضعت رهن إشارة جمعية عيوش الرصيد العقاري في انتظار بنائه وتجهيزه، مضيفة أن دراسات المشروع الهندسية تجري الآن، ومن المنتظر أن تكون القاعات جاهزة متم عام .2009 وأكد رئيس مقاطعة سيدي مومن أحمد ابريجة لـ التجديد بأنه قد وضع رهن إشارة مشروع نبيل عيوش بجماعته قطعة أرضية بمساحة 1200 متر مربع بشارع الحسين اليوسي، فيما أكد نائب رئيس مقاطعة سيدي عثمان أحمد امعايط أن القطعة الأرضية المخصصة في إطار هذا المشروع تبلغ مساحتها 800 متر مربع فقط بشارع الجولان، وأشارمصدر مسؤول بالولاية أن الرصيد العقاري المقرر حددت مساحته في 1200متر مربع، ومقاطعة سيدي مومن هي المقاطعة الوحيدة التي وفرت الوعاء العقاري المطلوب من بين المقاطعات الخمسة المعنية بالمشروع، حيث تم الاكتفاء بالوعاءات العقارية التي تتوفرعليها. وحسب مصادر مطلعة فإن مشروع نبيل عيوش سيعمد إلى تقديم كل الأفلام مدبلجة بالدارجة، وباللهجات المحلية للمناطق القروية، كما يقترح المشروع عقد اتفاقيات مع مجموعة من الإعداديات والثانويات، وتشييد مقاهي للأنترنيت؛ لأجل عقد ندوات وحوارات مفتوحة مع الشباب إلى جانب هذه القاعات. وفي سياق متصل نفى مجموعة من المستشارين الجماعيين لـ التجديد علمهم بالمشروع الذي ينص على بناء دور للسينما وسط الأحياء الشعبية، بإسهام من الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن المشروع لم يعرض على مجلس المدينة، وهو ما يعني بحسب استنتاجات المستشارين عدم احترام العمدة محمد ساجد للمساطر القانونية، مشيرين إلى أنه لا يحق لهم تقديم عقارات المدينة دون الرجوع إلى المجلس. وكان مصطفى رهين، رئيس اللجنة الثقافية بمجلس مدينة الدارالبيضاء، أكد أن عمدة المدينة لم يفتح طلب عروض أوباب المنافسة أمام جهات متعددة كانت ترغب في إنجاز هذا المشروع، واقتصر على مؤسسة عيوش فقط، مشيرا إلى أن هذا الموضوع لم يناقش في دورات المجلس ولا في اجتماعات اللجا، ولم تستشر فيه لجنته. ومن جهته نفى نبيل عيوش في تصريح لـ التجديد أن تكون لديه هذه المعطيات التفصيلية، مشيرا إلى أن مشروع إنشاء القاعات السينمائية الشعبية لازال في بدايته، وأن الدراسات التقنية جارية، ولن تتضح معالم تنفيذ المشروع إلا بعد مرور شهر تقريبا من الآن.وكان عمدة مدينة الدارالبيضاء بحسب مصدر مطلع قد عرض مشروع القاعات السينمائية الشعبية على بعض رؤساء المقاطعات، وباشرت لجنة الإعلام والثقافة في زيارات لهم تسجيل الوعاء العقاري الذي وضعته كل مقاطعة رهن إشارة الجماعة الحضرية، ويتساءل البعض عن أسباب تهريب النقاش في موضوع حيوي يقتضي اعتماد الشفافية في تدبيره، ويتضمن محاور قد تثير إشكالات وحساسيات كبيرة في الميدان، مما يطرح مسؤولية مجلس المدينة عن المشكل. ويربط الباحث المغربي محمد ضريف مشروع القاعات السينمائية الشعبية بمحددات عامة، ترتبط على المستوى الثقافي بأن هناك من ينصب نفسه مناهضا للظلامية، ويعتبر نفسه مطالبا بالدفاع عن مشروع حداثي وفق منظور معين. وذلك بالحديث عن ضرورة تفعيل المجتمع المدني وتحميله ثقافة ومضمونا معينا، وعن ضرورة فرض بعض القيم السياسية. وأضاف ضريف لـ التجديد أن مشروع عيوش هو حلقة ضمن حلقات أخرى يتم توظيفها من أجل هذه القيم، ومن أجل خدمة مشروع ثقافي يعتقد أنه يمكن أن يؤثر. وأضاف ضريف أن المشروع ينبغي ربطه بمحدداته الخاصة أيضا، والتي ترتبط بتراجع الدور الذي كانت تلعبه السينما في تمرير خطابات ثقافية أوإيديولوجية معينة، بعد تراجع الواقع السينمائي وإغلاق العديد من القاعات السينمائية. مؤكدا أن التفكير فيما يسمى بـ السينما الشعبية هو لتمرير خطاب معين ومنظومة قيم معينة ، بحيث تصبح دورالسينما ليست للعرض فقط، وإنما فضاء للحوار، ومن جهة أخرى لم يستبعد أن تشكل هذه القاعات مدخلا يحقق نوعا من التصالح بين الشباب ودورالسينما. ومن جهته نفى المركز السينمائي المغربي علمه بمشروع عيوش، مرجحا أن يكون فيه تعويضا عن القاعات السينمائية التي أغلقت أبوابها خلال سنة,2007 وعددها 6 قاعات من أصل 16 قاعة سينمائية بالدارالبيضاء. وأكد مجموعة من المخرجين بأن لا علم لهم بالمشروع، واعتبرالمخرج المغربي عز العرب العلوي أنه مبادرة محمودة في شكلها الخارجي إلى حين معرفة شكلها التوظيفي، وأشارفي تصريح لـ التجديد على أن خطورة هذه المبادرة تكمن في التوزيع الايديولوجي للأفلام، وأكد على ضرورة فرض منهج واضح وصارم تحضر فيه مجموعة من البنود. متمنيا أن ألا ينزلق المشروع في اتجاه التصنيفات الشعبوية بالانتقال مما هو ثقافي إلى ما هو ايديولوجي. ومن جهته أكد المخرج محمد العسلي إيجابية المبادرة مبدئيا، مشيرا أن ما سيعرض في هذه القاعات شيء لا يمكن الحكم عليه إلا بعد انطلاقة المشروع. ومن جهته توقع المخرج حسن دحاني في ظل عدم معرفته بالمشروع وتفاصيله، نجاح المشروع إذا حارب القرصنة.