انتهت المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوربي إلى إعادة النظر في البروتوكول الزراعي لاتفاقية الشراكة التي ستبرم في سبتمبر المقبل؛ بعد أكثر من سنة ونصف من المفاوضات، حسب الاتحاد الإسباني لجمعيات منتجي ومصدري الفواكه والخضر والزهور والنباتات فيفاس. وحسب المصدر ذاته؛ فإن هذه الاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ ابتداءا من الموسم 2008/,2009 حيث تنص على فتح كامل للسوق الأوربية لصادرات المغرب من الخضر والفواكه، باستثناء تحرير بعض المنتجات التي توجد في القائمة الحساسة وتضم هذه اللائحة كلا من الطماطم والفراولة والثوم والخيار واليقطين والكليمانتين. وستسعى اللجنة الأوربية إلى تحسين الشروط أو الظروف الحالية للوصول إلى سوق الاتحاد الأوربي دون خضوعها للتحرير، في حين تبقى المنتجات الأخرى معفاة من ثمن الدخول ودفع الجمارك، حسب المصدر نفسه. وقال محمد زمراك، رئيس غرفة الفلاحة ببني ملال، إن التصدير في القطاع الفلاحي يعرف منافسة كبيرة، خاصة من مصر وإسبانيا وتركيا، من ثم دعا إلى تشجيع المنتوجات الموجه للتصدير، بغية الحفاظ على الأسواق الخارجية. وقال إن الفلاحة الموجهة للتصدير بالمغرب تعرف العديد من المشاكل، مثل إشكالية ارتفاع تكاليف الإنتاج، وغياب مساعدة الفلاحين وتأطيرهم، بالإضافة إلى إشكالية الماء، حيث تعرف العديد من المناطق الفلاحية وضعية صعبة، نظرا لغياب الموارد المائية. ويتساءل العديد من المتتبعين عن مدى نجاح المخطط الأخضر الذي حدد خطوطه العريضة وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش مؤخرا بمكناس، حيث يهدف المخطط إلى استثمارات تصل ما بين 8 و 10 مليار درهم، ومضاعفة الإنتاج مرتين، والتصدير ثلاث مرات، والتشغيل مرتين، فضلا على التركيز على سوق الاتحاد الأوربي. وأشارت الخطوط العريضة للمخطط إلى الحصيلة الضعيفة لتنمية السلسلة، حيث عرف الإنتاج والاستثمار ركودا نسبيا، فضلا عن توفر القطاع على منافذ تجارية كبيرة غير مستغلة، تتمثل في السوق الداخلي والخارجي. هذا وقد نمت صادرات المغرب إلى الاتحاد الأوربي من الخضر والفواكه بقوة في سياق اتفاقات الشراكة المبرمة بينهما، حسب جمعيات منتجي ومصدري الفواكه باسبانيا، التي أضافت أن نسبة استيراد الاتحاد للخضر والفواكه من المغرب ارتفع ب 51 في المائة؛ على مدى السنوات العشر الأخيرة، حيث ارتفع من 567 ألفا و206 طنا في عام 1998 إلى 858 ألفا و278 طنا سنة 2007؛ نتيجة لزيادة الواردات من الخضر التي ارتفعت ب 150 بالمائة خلال هذه الفترة.