من مظاهر اليسر في شريعتنا إسقاط بعض التكاليف الشرعية لسبب من الأسباب المعتبرة شرعا كإسقاط الصوم عن العاجز لشيخوخة أو مرض، وكإسقاط الصلاة عن الحائض والنفساء... *** مرت فترة النفاس ولم ينقطع الدم؟ وضعت ابني وقد تجاوزت فترة الأربعين يوما من النفاس بخمسة أيام إلا أن الدم لم ينقطع لكن بكمية ضئيلة جدا فماذا أفعل هل أنتظر حتى أتطهر فأغتسل وأصلي؟ من مظاهر اليسر في شريعتنا إسقاط بعض التكاليف الشرعية لسبب من الأسباب المعتبرة شرعا كإسقاط الصوم عن العاجز لشيخوخة أو مرض، وكإسقاط الصلاة عن الحائض والنفساء. والنفساء كما الحائض تسقط عنها الصلاة حتى تطهر أي ينقطع الدم منها نهائيا.. والمدة التي يستمر فيها نزول الدم تختلف باختلاف النساء.. فمنهن من ينقطع عنها الدم بعد أيام معدودات.. ومنهن من يستمر لأسابيع.. والمدة المعروفة لدى النساء هي أربعون يوما.. فإذا انقطع الدم قبل ذلك.. فعلى المرأة أن تتطهر بأن تغتسل وتتوضأ وتصلي، ولا قضاء عليها فيما فاتها من الصلوات.. وتقضي أيام الصوم، وإن استمر الدم بعد الأربعين فتستمر إلى الستين يوما (وهذا أطول مدة دم النفاس)، فإن انقطع الدم تطهرت وصلت.. وإن لم ينقطع اغتسلت واستثفرت وتوضأت لكل صلاة ثم صلت. فالدم بعد الستين يوما من الولادة ليس دم نفاس بل هو دم استحاضة (دم علة ) تتوضأ منه المرأة وتستثفر (تضع على الفرج ما يقي من نزول الدم) وتصلي حتى ولو نزل الدم. والأصل في ذلك الأحاديث الواردة في الاستحاضة وهي كثيرة ومنها ما أورده الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الحيض ـ باب الاستحاضة ـ عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قالت فاطمة بنت أبي حبيش لرسول الله يا رسول الله: لا أطهر أفأدع الصلاة، فقال رسول الله : إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإن أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة، فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الدم وصلّي. *** أبي يقاطع عمي.. فهل أفعل مثله؟ أبي على خصام مع عمي فلا يزوره ويمنعنا من زيارته وكذلك عمي لا يزورنا هو وأولاده، فهل علي إثم إن أطعت والدي وقاطعت عمي أنا أيضا ولم أصله، أم ان علي مخالفة والدي في هذا الامر؟ صلة الرحم من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه ومن أعظم وصايا الحق سبحانه وتعالى، قال عز وجل: والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم. ومن أبرز ما يتخلق به المؤمن اقتداء بالحبيب سيدنا محمد بن عبد الله، والذي قالت له زوجه أم المؤمنين سيدتنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها بعد أن قص عليها ما حدث في الغار لما بدأ نزول الوحي عليه: لا والله لا يخزينك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتكسب المعدوم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتعين على نوائب الدهر فلا يسلّط عليك شيطان... فذكرت رضي الله عنها وأرضاها من أبرز ما تخلق به الحبيب قبل بعثته صلة الرحم في مجتمع كانت صلة الرحم فيه لا أهمية لها. فالرحم كما جاء في الحديث القدسي، هي مشتقة من اسم الله الرحمن.. فمن وصلها وصله الحق تعالى، ومن قطعها قطعه.. وبناء عليه فإن كنت قادرا على زيارة عمك فافعل.. لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. إلا إذا كان الضرر سيكون أعظم، وكنت مكرها فلا شيء عليك، ويتحمل والدك وزر هذه القطيعة ونسأل الله أن يهديه ويصلح ما بينه وبين أخيه..