أكد الملك محمد السادس خلال كلمته للقمة العربية، أن الشعوب العربية تواجه تحديات حاسمة، كأمة وكنظام إقليمي مستهدف من العديد من الجهات، وبدل تضافر كل الطاقات وتعبئتها لرفع هذه التحديات، بروح الوحدة والنظرة المستقبلية، فإن تفاقم الخلافات المفتعلة، فيما بين بعضها البعض، وتغليب الحسابات الضيقة على المصالح العليا للأمة، يكرس واقع الهوان الذي تعيشه، والذي لا يخدم إلا مصلحة خصومها ويضر بتنمية شعوبها وتأهيل شبابها لامتلاك ناصية العلم باعتبار العنصر البشري المؤهل رأس مال العصر. وطالب في كلمته التي ألقاها الأمير مولاي رشيد، بإيجاد أجوبة واقعية وحلول موضوعية للتحديات الراهنة والتحولات المستقبلية للأمة، بل إن الأمانة وروح المسؤولية تقتضي من كل الفاعلين اتخاذ مواقف حازمة، تمكن من التصدي لها بحكمة وإقدام وروية. وقال إن ذلك لن يتأتى إلا بتحصين الأقطار من مخاطر الفرقة والتجزئة والهشاشة. وكذا بتأهيلها لمسايرة متغيرات العلاقات الدولية وما أفرزته من إكراهات بقضاياها المتداخلة، وهو ما يتطلب معالجة جماعية لتحولاتها في عالم يتغير بسرعة، عالم يحكمه منطق موازين القوى غير المتكافئة والمتقلبة، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وبدون ذلك، فإن استمرار الوضع العربي على حاله، خاصة في غياب إرادة إصلاحية عملية، توافقية وحازمة، ينذر بأوخم العواقب، لا قدر الله. واعتبر أن الخطوة الأولى الملحة والمستعجلة لتجاوز هذا الوضع المزري والمؤسف وإجراء قطيعة مع دوامة استفحاله، تبدأ من تنقية الأجواء العربية، وهو ما يمر حتما عبر اعتماد الحوار الإيجابي والنأي عن الأسباب التي تعيق العمل العربي المشترك وترهن، بذرائع واهية ونزوعات تجزيئية، كل توجه صائب نحو التوافق والوئام والتضامن والتكامل، سواء في نطاق تجمعات إقليمية منسجمة أو في إطار تكتل عربي قوي، كفيل بتحقيق التطلعات الحيوية والحقيقية للشعوب، الشقيقة للتقدم المشترك والاندماج العقلاني، الذي لا مندوحة عنه، في عالم التجمعات القوية التي قد تنزع لمعاملة الأمة المتطرفة ككيان هش، فما بالك بالبلدان ضحية التجزئة.