لابد وأن الأيادي البيضاء التي سبق لـ التجديد أن نشرتها قد تركت آثارا متفاوتة الدرجة على القراء الكرام، ومنهم من اتخذها دافعا للإقدام على وجه من أوجه الخير، كما أن من القراء من كانت حاجته أشد وأرسل إلى الجريدة يطلب تقديم المساعدة له، إلا أن طائفة من القراء تقدمت مشكورة لإغناء هذا الركن بأنواع مختلفة من الأيادي البيضاء. ومن الصنف الثالث علمنا بيد بيضاء انتبهت إلى وجوب الاعتناء بطلبة العلم وعلم القرآن بالخصوص، إذ انتبهت إلى أن من الطلبة من توافدوا على مدن كبرى تاركين منازلهم في قرى أو مدن صغرى، أتوا باحثين عن علم القرآن وساعين إلى حفظه، لكن هذا لا يتأتى دون توفر مأوى يسكنونه وتوفر مؤونة يتغذون بها، وأنى لمحتاجين أن يتوفروا على هذه الضروريات، إلا إذا مدت إليهم أيادي العطاء التضامني من أبناء وطنهم، ومن هؤلاء سيدة اهتدت إلى شراء منزل في حي وتحبيسه لصالح هؤلاء الطلبة. إن هذه اليد البيضاء أحيت لدى من علم بمبادرتها الأمل بأن هناك في المغرب الأقصى من يحيى سنة التحبيس في الوقت الذي بدأت هذه السنة تتراجع نسبتها بل وسارت نحو الاندثار. إن هذه اليد البيضاء بإقدامها على تحبيس بيت لطلبة العلم ضربت عشا بحجرة واحدة فهي أحيت سنة التحبيس وخدمت طلب العلم وساهمت في إقبال الشباب على حفظ القرآن وهكذا تكون مساهمة المرأة في التنمية البشرية التي تعددت أوجهها واتخذها البعض شعارا عمليا في ما انبرى البعض الآخر يتشدق بشعارها دون التمسك بفحواها.