حالة من الخوف والترقب يعيشها سكان حي شعالة منذ أزيد من شهر، بعد التهديدات المتواصلة من لدن عامل الإقليم وقائد المقاطعة الحضرية الثالثة، بهدم مسجد الحي الواقع على مساحة 400 متر مربع، والذي يعتبر من أقدم المساجد بالمدينة، وذلك في إطار إعادة تهيئة حي شعالة الواقع خلف المحطة الطرقية على ضفاف بحيرة مارتشيكا. وقد أعرب سكان حي شعالة في عريضة استنكارية مذيلة بأزيد من 1500 توقيع، عن رفضهم واستنكارهم لأي مساس بحرمة المسجد، الذي جدد بناؤه - بفضل مجهودات المحسنين- بموجب رخصة مسجلة تحت عدد 5295 بتاريخ 9 غشت 1999 تحمل توقيع العامل السابق. وطالب السكان في العريضة التي حصلت التجديد على نسخة منها، السلطات الإقليمية بالعمل على إدماج المسجد المذكور ضمن برنامج التهيئة الجديد بدل هدمه. وقال عضو لجنة مسجد النور بأن قائد المقاطعة الحضرية الثالثة، التي يدخل الحي ضمن إدارتها الترابية، يقوم بزيارة إلى الحي في كل مرة وينشر الرعب وسط السكان، ويأمرهم بنزع نوافذ وأبواب المسجد وجمع أثاثه ومستلزماته، ليشرع في هدمه تمهيدا لبناء فنادق فاخرة. ويأمر السكان بالرحيل والبحث عن مكان آخر يقيمون فيه. وقد علمت التجديد بأن وفدا قام أخيرا بزيارة إلى مسجد النور، بينهم أعضاء من المجلس العلمي بعد شكاية تقدم بها السكان. ونقل مصدر كان ضمن الوفد ل التجديد بأن رئيس الوفد، خرج من صمته المطبق، واعتبر هدم المسجد أمرا غير معقول موضحا بأنه قام بالإجراءات اللازمة في الموضوع. فيما أوضح رئيس مصلحة الشؤون الإدارية والقانونية بنظارة الأوقاف بإقليم الناظور بأن دور النظارة ينحصر في البحث والتحري ورفع الأمر إلى الوزارة لاتخاذ الاجراءات التي تراها مناسبة، وهو يضيف في تصريح ل التجديد ما تم بالفعل. وأفاد أحد العارفين بالمسجد ل التجديد بأنه أسس منذ عام 1870 بطريقة بسيطة، وكان المجاهدون ضد الاستعمار الاسباني يلجأون إليه ليستظلوا فيه ويرتاحوا، وكان السكان المحيطين بالمسجد يستقبلون ويكرمون من ينزل به ضيفاً. وقد عمد الاحتلال إلى هدمه في كل مرة لما له من أثر في ربط المجاهدين بالعمق الشعبي، وما يشكله من نقطة تواصل والتقاء بين عناصر المقاومة التي تأتي من مناطق مختلفة ومتباعدة ، فكان المسجد على بساطته عبارة عن مركز وقاعدة خلفية للمجاهدين. كلما هدمه المستعمر الكافر بناه سكان الحي. وأضاف بأن المسجد كان له دور روحاني كذلك، فقد شكل عبر سنين طويلة نقطة تجمع للحجاج قبل توجههم إلى الديار المقدسة، ليصير بعد مدة مركزا تربويا للطريقة التيجانية، استقبلت وفودا من كل المناطق المغربية وعرفت انتعاشا وتفاعلا كبيرا بالمنطقة. يذكر بأن حي شعالة يعتبر من الأحياء الفقيرة المهمشة التي استفادت من برنامج إعادة تأهيل وتنمية مجموعة من الأحياء بالمدينة، رصد له غلاف مالي يقدر ب11 مليون درهم. إضافة إلى مشاريع سياحية ستنجز ابتداء من هذه السنة، من أهمها إتمام شريط الكورنيش الذي يمتد من ناصية شارع الزرقطوني، ليصل إلى منطقة الناظور الجديد.