خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان باستعدادات متعارضة كما في قوله تعالى: ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها. فالإنسان فيه استعداد للفجور واستعداد للتقوى فإذا شغل الإنسان نفسه بالخير تعلما وعملا وتعاملا فإنه يزداد خيرا وتقوى، وإذا شغلها بالشر تفكيرا وممارسة فأنه يزداد فجورا وشرا. ولا تخلوا نفس إنسان من الخير في جانب والشر في جانب آخر، فإذا كان الخير هو الغالب فإن الشخص ينعت بأنه خير وإذا كان الشر هو الغالب يوصف الشخص بأنه شرير، ولكن لو بحثت عن الشر في الخير لوجدته ولو بحثت عن الخير في الشرير لوجدته! فالعاقل من الناس هو الذي يبحث وينقب عن الخير بقوله وعمله في حق الآخرين، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت،لأن الخير يستدعي الخير ويستصدره ولو من الشرير، والشر يستدعي الشر ويستصدره ولو من الخير... وخلاصة القول أن من يبحث عن الخير يجده.. ومن يبحث عن الشر يجده! والحمد لله رب العالمين. عبد الله بها