قالت مصادر مطلعة رفيعة المستوى بجنوب السودان، يوم الثلاثاء 31 يناير 2017، إن الملك محمد السادس سيزور "جوبا"، عاصمة البلد الأفريقي، يوم الأربعاء فاتح فبراير، لأول مرة، بحسب ما ذكرت "وكالة الأناضول للأنباء"، مشيرة إلى أنها لم تستطع الحصول على تعقيب فوري بشأنه من مصدر رسمي مغربي. وأضافت المصادر للأناضول، مفضلة عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل عنها، أن زيارة الملك محمد السادس الموجود حاليا بالعاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، ستستغرق "عدة ساعات"، معبرة عن ارتياحها للزيارة. ولفتت المصادر إلى أن هذه الزيارة ستلفت الأنظار إلى دولة جنوب السودان التي تعاني من حرب داخلية منذ نهاية عام 2013، ولم تتوقف بشكل نهائي، رغم توقيع اتفاق سلام في غشت 2015. وكانت وسائل إعلام محلية بجنوب السودان تحدثت، في وقت سابق من شهر يناير 2017، عن زيارة مرتقبة للملك محمد السادس إلى جوبا يوم 20 من الشهر ذاته، قبل أن تتحدث عن تأجيلها. فيما أعلنت وزارة الخارجية والتعاون، في بيان يوم السبت 21 يناير، عن زيارة مرتقبة للملك محمد السادس إلى جوبا، غير أنها لم تحدد آنذاك موعدا للزيارة. لكن، في المقابل، ذكر بيان الخارجية، بأن الملك محمد السادس، أعطى تعليماته من أجل إقامة مستشفى ميداني متعدد التخصصات من المستوى الثاني، في جوبا، في إطار بعثة إنسانية لفائدة سكان جمهورية جنوب السودان، وذلك ابتداء من يوم الاثنين الموالي 23 يناير. وأضاف البيان، أنه في أفق الزيارة المقبلة للملك محمد السادس إلى جنوب السودان، أجرى سفير المغرب بجوبا مباحثات مع وزير الخارجية والتعاون الدولي، دينغ ألور. وأوضح البيان أنه خلال هذه المباحثات، أخبر السفير الوزير الجنوب السوداني بأن الملك محمد السادس أعطى تعليماته لإقامة هذا المستشفى الميداني متعدد التخصصات من المستوى الثاني. وأشار البيان ذاته إلى أن هذا المستشفى الميداني متعددالتخصصات تبلغ طاقته 30 سريراً قابلاً للتوسيع إلى 60 سريرا . ويضم 20 طبيباً متخصصاً و18 ممرضاً وسيقدم خدمات طبية في تخصصات مختلفة، من بينها طب الأطفال والطب الباطني والجراحة وطب القلب والعظام والمفاصل وطب الأسنان وطب العيون وطب الأنف والأذن والحنجرة. كما سيكون المستشفى مزودا بمختبر للتحليلات الطبية وبصيدلية تضم حزما من الأدوية المتنوعة. وخلص البيان إلى أن هذه المبادرة الملكية تندرج في إطار التقليد الانساني الإفريقي للمملكة. كما تشكل محورا للتضامن الفاعل للمغرب مع شعب جمهورية جنوب السودان. وأفادت وكالة الأناضول أنه، وبحسب مراقبين، فإن هذه الزيارة ستدفع بدور المغرب في إفريقيا، خاصة أن الملك محمد السادس سيحل ببلد يعاني من أوضاع إنسانية صعبة وحرب مستمرة منذ نحو 3 سنوات. كما ربط مراقبون – تضيف الوكالة التركية الإخبارية – بين الخطاب الملكي أمام القادة الأفارقة الذي ألقاه يوم الثلاثاء 31 يناير، في الجلسة الختامية للقمة الأفريقية ال28 التي اختتمت أعمالها بأديس أبابا، والزيارة. وكان الملك محمد السادس طالب في خطابه التاريخي بضرورة حل النزاعات والخلافات بالقارة الإفريقية. يشار إلى أن الزيارة، المرتقبة، تأتي بعد يومين، من مصادقة القمة الإفريقية يوم الإثنين، على طلب عودة المغرب إلى عضوية الاتحاد الإفريقي.