يؤكد حسن الناصري، من مؤسسي معية أزغارفال، وأحد شباب منطقة تيزي نيسلي، قيادة أغبالة، دائرة القصيبة، إقليمبني ملال، أن هناك فرقا شاسعا بين وضعية العالم القروي في السهول وبين وضعيته في الجبال. ويرى أن ساكنة الجبال تحتاج إلى اهتمام وتوعية أكثر. كما يعتقد الناصري أن تدريس الأمازيغية في المدرسة المغربية لا أفق له بالشكل الذي يتم به حاليا، لأن ما يدرس للتلاميذ في المدرسة لا علاقة له حسب الناصري بلغتهم الأم. من هو حسن الناصري؟ حسن الناصري شاب في مقتبل العمر، من مواليد 1977 بتيزي نسلي، دائرة القصيبة، إقليمبني ملال، مهنتي فلاح ومستواي الدراسي الثالثة إعدادي (نهاية الدروس الإعدادية)، من مؤسسي جمعية أزغارفال. ما أهداف جمعيتكم وما هي بعض المنجزات التي حققتها؟ جمعية أزغارفال جمعية تنموية عمرها سنة، من أهدافها التنمية الفلاحية والتنسيق والتكامل بين الأعضاء، خصوصا وأن العمل الجمعوي بهذه المنطقة صعب جدا، لأن الجمعيات بهذه المنطقة لا تتعدى ثلاث جمعيات نشيطة. ومن بين الخطوات الأولى التي قامت بها الجمعية عقد شراكة مع جمعية مربي الأغنام والماعز أنوك لمساعدة الناس على التدبير العقلاني لأموالهم وتدبير وتربية مواشيهم، وفتحت محلا لبيع مواد فلاحية من أدوية وأسمدة ومعدات بسيطة للفلاحة. ماذا عن آفاق العمل؟ أعضاء الجمعية يفكرون في تأسيس تعاونية محلية لجمع الحليب وتسويق مادة التفاح المنتشرة بالمنطقة، وأهم شيء هو الخروج من آفة الفقر بهذه الديار الجبلية. في إحدى مداخلاتك في الأنشطة الجمعوية دعوت إلى التفريق بين العالم القروي في السهل والعالم القروي في الجبل ماذا تقصد بهذا؟ يجب التفريق بين العالم القروي في السهل والعالم القروي في الجبل، لأن سكان الجبل يعيشون حياة بدائية، وإن كانوا يقولون في بعض التقارير إن معدل الدخل الفردي هو دولار واحد، فأنا أقول إنه لا يتعدى درهمين بالنسبة لهذه الساكنة. فالإنسان الجبلي مهمش في جميع المجالات: البنيات التحتية من طرق وكهرباء وماء وصحة وتعليم منعدمة. هناك حياة بدائية وجهل إلى درجة أن بعض الناس بالجبل لا يعرفون إلا ما يحيط بهم وهم المزدادون وسط الغابة، وبقوا هناك لا يعرفون شيئا عن الدنيا نظرا للعزلة القاتلة التي يعانون منها. ماذا عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وانخراط الإنسان الجبلي فيها؟ إن عقلية المواطن الجبلي تعيق الانخراط الإيجابي، لأنها لا تعرف إلا رقابة المقدم وعيون ومطاردة حارس الغابة، فالمواطنون في الجبل مازالوا يخافون من السلطات، وكلما تحركت السلطة أو أي جهة كانت، ينتاب الناس شك بأن الأمر يتعلق بضرائب أو ذعائر تتهيأ، لأن العقلية هناك مرتبطة بالغابة ومنع قطع الأشجار، لذا فكل حركة تخيف. لمثل هذه الأسباب يصعب انخراط الإنسان ساكن الجبل في المبادرة، ويجب إرجاع الثقة بينه وبين محيطه أولا لإنجاح أي عمل. إن كان هذا صحيح بالنسبة للشيوخ فماذا عن الشباب؟ أما الشباب فالذين يمكثون منهم في تلك الديار عقلياتهم مرتبطة بعقلية آبائهم ويشتغلون من منطلقاتها ومرجعيتها، ومن ثم لهم نفس المنتوج الفكري ويتعاملون بمثل ما يتعامل الآباء، وأكثر من 90% من الشباب من أبناء هذه المنطقة يفكرون في الهجرة إما إلى أوروبا أو على الأقل إلى المدن الكبرى. طبيعي أن تكلمنا عن تعليم الأمازيغية لأن منطقة تيزي نيسلي أمازيغية، ما رأيك؟ بخصوص تعليم اللغة الأمازيغية فهو في نظري مشكل ينضاف إلى مشاكل أخرى، لأن التلميذ الذي يدرس اللغة الأمازيغية وكأنه يكتشفها لأول مرة لا جدوى له من ذلك، أولا لأن ما يدرسه لا يلائم لهجته، وكما تعلمون فإنه بين منطقتين متقاربتين هناك فرق في اللغة، وفي نظري هذه القضية لا آفاق لها إذا لم تكن هناك استمرارية في جميع الأسلاك التعليمية، بالإضافة إلى نظرة شمولية في الموضوع وبعد نظر. ما مطالبكم كنشطاء جمعويين؟ العمل الجمعوي يتطلب موارد مالية ليتقدم، ومن جهة أخرى ألا يمكن للمسؤولين أن يقتربوا من أناس لا يعرفون ما معنى العمل الجمعوي؟ وكذلك، وفي إطار المبادرة الوطنية يجب التفكير في مشاريع كبرى كالسدود مثلا. حاوره: حسن البعزاوي الإناث أقل استفادة من التعليم الأولي بإقليمالحوز تغييب اللغة الأمازيغية في التدريس يزيد من الهدر المدرسي شدد المشاركون في يوم دراسي بتاريخ 19 دجنبر الحالي حول التعليم الأولي بإقليمالحوز على تعزيز مجموعة من القوانين والمذكرات والمراسيم والقرارات المنظمة في اتجاه القطع مع خمسين سنة من العمليات الترقيعية والموسمية التي ظل يتطور بها نظام التربية والتكوين. وقدم نور الدين اسكوكو، نائب قطاع التربية الوطنية بإقليمالحوز، المخطط الإقليمي للنهوض بالتعليم الأولي كآلية استراتيجية لمحاربة الهدر المدرسي ,2008/2005 والذي قال في شأنه إنه سيمكن من تجاوز وضعيات سابقة للانخراط المتحفظ في تطبيق الإصلاح نحو وضعية أكثر ملاءمة وحفزا للانخراط البناء للفاعلين التربويين والاجتماعيين وشركاء التعليم الأولي من مختلف القطاعات، وفي إعداد مخطط تربوي يشمل مجموعة من التدابير والعمليات ذات الأولوية في الإقليم، طبقا للتوجهات والأهداف الوطنية في مجال إرساء التعليم الأولي، مع إدماج الخصوصيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحلية في بناء المشروع. وبين المتحدث نفسه أن النتائج الإيجابية التي تحققت أوصلت نسبة التمدرس الصافي سنة 2003/2004 لأطفال ما بين أربع سنوات كاملة وست سنوات %44 لترتفع سنة 2004/2005 إلى %,59 محتلا الصف الأول على الصعيد الجهوي باستيعاب 20171 طفلا وطفلة من إجمالي أطفال الجهة الذين يبلغ عددهم 72611 طفلا، مشيرا إلى أن المسيد والكتاتيب القرآنية هي الأكثر انتشارا بنسبة % 90 أغلبها يوجد بالوسط القروي، خصوصا بدائرة أيت أورير، غير أن هذه المكاسب لا تخفي العديد من نقاط الضعف التي لا زال يتخبط فيها الإقليم على مستوى إرساء تعليم أولي يستجيب للطلب العمومي، ويتجلى أهمها في تعدد القطاعات والبنيات والإشراف مع تعدد اللغات والمضامين والمتدخلين، وضعف نسبة التعليم الأولي إلى درجة الانعدام في بعض المناطق، وسيادة بنية التعليم الأولي التقليدي وضعف المؤهلات المهنية، وتنوع الممارسات التربوية داخل مؤسسات التعليم الأولي، مع محاكاة النمط المدرسي، بعدم احترام خصوصيات مرحلة ما قبل التمدرس، وغياب اللوازم والأدوات البيداغوجية اللازمة، وانعدام وعي أغلبية الساكنة بأهمية التعليم الأولي، وإسهام جد محدود للجماعات المحلية، وتغييب لغة الطفل الأصلية التي هي الأمازيغية، وضعف الاستثمار وتدخل جد محدود للقطاع الخاص، وتعدد مصادر الإحصاء وصعوبة تجميع المعطيات وعدم تطابقها، مما يصعب من مهام إعداد خريطة استشرافية، إضافة إلى عدم توفر الشروط الصحية في أغلب الكتاتيب القرآنية التقليدية مقارنة مع واقع المؤسسات ما قبل المدرسية، و كذا ضعف القدرة الشرائية للآباء وعدم قدرتهم على تحمل المصاريف الشهرية للتعليم الأولي الخاصة بأبنائهم، وتباين الفرص بين المراكز الحضرية والجماعات القروية، وعدم ملاءمة البنيات والتجهيزات مع الأنشطة التربوية ما قبل المدرسية، علما أن الإناث أقل استفادة من التعليم الأولي.