أكد كل من آيت كروم عبد الرحيم ورشيد الدريسي، وكلاهما من أعضاء المجموعة الوطنية المستقلة لحاملي الرسائل الملكية، أن حادث إحراق الذات الذي تم في الخامس عشر من الشهر الجاري لم يكن أمرا مقررا سلفا، وأن شرارة الولاعات التي تسببت في الحريق انطلقت بسبب تدخل فرق الأمن بشكل عنيف. وأوضحا معا في حديث للتجديد (ينشر لاحقا) من داخل قسم الحروق الذي يعالجان به بمستشفى ابن سينا أن النية في الإقدام فعلا على إحراق الذات كانت غائبة عن كل عناصر المجموعة، وأن الهدف من التهديد بالقيام بهذا الإجراء كان فقط محاولة لإجبار المسؤولين على التفاوض بشكل جدي ومسؤول مع المجموعة، بعيدا عن الوعود الكاذبة، حيث كانوا يعتقدون أن المسؤولين سيتفاوضون بعد المسيرة التي هددوا فيها بالإحراق. وذكرا أن هذا التهديد لم يكن الأول من نوعه، بحيث سبقته عدة تهديدات مماثلة، لكن لم تتطور الأمور كما جرى يوم الخامس عشر من دجنبر، بسبب عدم تدخل قوات الأمن في كل المحاولات السابقة. وحسب عبد الرحيم، فإن تدخل قوات الأمن بالطريقة العنيفة رغم أنهم رأوا البنزين اشتد الضرب والعراك، وأثناء ذلك اندلعت شرارة من إحدى الولاعات لتصل الأمور إلى الشكل الذي رآه الجميع. وقال عبد الرحيم إن عمر صادق الذي يعالج بالمستشفى العسكري من حروق بليغة لم يصب البنزين على نفسه، بل أثناء تشابكه مع بعض رجال الأمن، انسكب ما كان بالقنينة المفتوحة التي يحملها من بنزين دون إرادته، ومع انتشار النار في وسط المجموعة، اشتعلت فيه النيران. وأكد عبد الرحيم أن كل عناصر المجموعة مسلمون ويعون جيدا أنهم يعيشون في بلد إسلامي ومتيقنون أن الانتحار حرام، ومن ثم فالتهديد بالإحراق لم يتعد حدود التهديد على الأقل بالنسبة لعناصر المجموعة، ويؤكد قول عبد الرحيم ما صرح به رشيد من أن عدم تدخل قوات الأمن في السابق، ساهم في عدم الإقدام على إحراق الذات رغم وجود البنزين ووجود الولاعات. وقد وضحا عضوا المجموعة أن الذي يريد الانتحار يبحث عن مكان خال من الناس لقتل نفسه، وأن الذي يطالب بالعمل هو أصلا يعشق الحياة. يذكر أن ضحايا اشتعال النار في صفوف عناصر المجموعة، كانوا أربعة أشخاص، ثلاثة منهم يعالجون بمستشفى ابن سينا، ويعانون من حروق شديدة، خاصة رشيد الذي يعاني من حروق من الدرجة الثالثة على مستوى الوجه، فيما تبقى حالة عمر صادق الأخطر، الأمر الذي استدعى نقله إلى المستشفى العسكري، حيث ما يزال تحت العناية المركزة لحد كتابة السطور.