راشيل كوري فتاة أمريكية في الثالثة والعشرين من العمر، من ولاية واشنطن وهي واحدة من ضمن مجموعة الناشطين الشجعان الذين توافدوا على فلسطينالمحتلة من شتى أنحاء العالم لكي يقدموا دعمهم ومساندتهم للشعب الفلسطيني سلمياً. وقف هؤلاء الناشطون بأنفسهم وأجسادهم ليكونوا حاجزاً بين الدبابات الصهيونية وأبناء الشعب الفلسطيني أولاً، وبين البلدوزورات ومنازل الفلسطينيين ثانيا، وكانوا شاهد عيان على سلوك الصهاينة الوحشي امام منظمات وهيئات حقوق الانسان في العالم ثالثاً. وراشيل الطالبة الجامعية تعد اول ضحية من ناشطي السلام العالميين في جريمة قتل متعمدة، فقد جلست مانعة البلدوزر الذي وصل لهدم احد منازل نشطاء الانتفاضة الفلسطينية الباسلة في مدينة رفح بغزة في حي السلام المحاذي للشريط الحدودي الفاصل بين فلسطينالمحتلة وجمهورية مصر العربية، فما كان من السائق إلا ان دهسها ومر فوق جسدها مرتين متتاليتين فسحق جسمها الطري ولفظت انفاسها في مستشفى ابو يوسف النجار. إن اغتيال راشيل كوري في أثناء محاولتها الانسانية لمنع هدم المنزل الفلسطيني يؤكد الطبيعة العدوانية والعنصرية للكيان الصهيوني، ويمثل دفاعها عن القضية الفلسطينية تضامن الشعوب المحبة للسلام كافة مع هذه القضية التي هجرها أهلها من العرب، كما ان اغتيالها يعد جريمة تضاف الى جل جرائم الكيان الصهيوني المحتل ضد المدنيين العزل والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني من الاجانب. وهكذا قضت راشيل حياتها دفاعاً عن قضية ظلت رهينة مواقف دولة حملة راشيل جنسيتها، مؤكدة ان منع الجرائم الصهيونية والامريكية ضد الفلسطينيين والعرب يحتاج الى تضحيات من كل الالوان والاطياف الانسانية والدينية والسياسية التي تتمتع بروحية نضالية وعاشقة للعدالة والمحبة للسلام، ولأجل ذلك قطعت هذه الشقراء الامريكية الشهيدة الفلسطينية الانتماء والبطولة والتضحية المحيط الاطلسي الى فلسطينالمحتلة لتقف امام هيئة المحكمة لتشهد بعز وإباء على جرائم رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية واركان ادارته ضد الفلسطينيين والعرب، وقفت بقوة وصلابة لتفضح سياستهم العنصرية الصهيونية بحق شعب لم يطلب إلا حريته واستقلاله والسيادة على ارضه المغتصبة. لقد تعانق دم راشيل بتراب فلسطين وحلقت روحها في سماء الاسراء والمعراج، ليكون دمها وروحها شاهدين على سياسة الغطرسة الصهيونية والامريكية، فراشيل بإنسانيتها وقيمها ومبادئها لا تمت بأي صلة لأمريكا تكساس التي تقطر دماً وغدراً من رأسها حتى اخمص قدمها بدماء الابرياء في فلسطين والعراق ولبنان والصومال وافغانستان والشيشان وكشمير والأقطار العربية والاسلامية كافة التي توجعت وتألمت من سياسة الولاياتالمتحدةالامريكية. لم تغضب الادارة الامريكية ولا احد من ادارتها، بالطبع لن يحضر احد منهم او من ينوب عنهم جنازتها وعند الصلاة على جثمانها، لقد اعتبروها ارهابية الانتماء، وكان عليها بدلاً من ذلك ان تحمل سلاحاً وتقتل الفلسطينيين او تساهم بحملة للتبرعات المالية لبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية التي يبنيها الكيان الصهيوني محل المنازل العربية المهدمة ومحل المزارع الخضراء التي صادرتها بلديات هذ الكيان الغاصب او التي تم اقتلاع اشجارها وثمارها كان على راشيل ان تعلن ان الفلسطينيين ارهابيون يقتلون الآمنين الصهاينة وان الولاياتالمتحدةالامريكية واركان ادارتها تقوم بعمل انساني ووطني في التصدي لهذا الارهاب وتحقيق الأمن والسلام في ربوع هذه الارض. وهكذا انضمت راشيل كوري الى قافلة شهداء فلسطين والأمة العربية الابرار الذين سقطوا دفاعا عن قضيتهم وعشقهم للحرية والحق. لقد جئت يا راشيل من الزمن الاسفل وصعدت بمبادئك الى الملكوت الاعلى.. لقد صلبوك يا راشيل تحت فولاذ البلدوزر كما صلبوا أو هكذا تخيلوا انهم صلبوا السيد المسيح عليه السلام.. يقتلنا الخجل من نضالك نيابة عنا ويمسك الغضب حناجرنا أيتها الامريكية الإنسانية الفلسطينية الشهادة.