وقف المجلس البلدي الحالي، بعد استلامه مقاليد تدبير الشأن المحلي والشروع في الاطلاع على الملفات الكبرى، وخاصة في قطاع التعمير، على العديد من الاختلالات بالتجزئات المنجزة بمدينة قلعة السراغنة من لدن المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء تانسيفت ومجموعة العمران. وقد بذلت مجهودات من لدن المجلس ورئاسته من خلال مبادرات لحل المشاكل المطروحة على الصعيد المحلي، على المستوى المسؤولين المحليين والجهويين، وبتنسيق مع السلطات الإقليمية والجهوية، لكن دون جدوى. فتم رفع الملف إلى المستوى المركزي. وعقد لقاءان مع الوزير المنتدب المكلف بالإسكان، تم خلالهما وضع الوزير في الصورة الحقيقية. وقد أعطى هذا الأخير تعليماته من أجل تكوين لجنة مركزية تتكون من بعض رؤساء الأقسام بالوزارة وبعض المستشارين، لتقوم بزيارة للمدينة والوقوف على وضعية الاختلالات بالتجزئات المنجزة من لدن المؤسستين سالفتي الذكر. وقد حلت اللجنة بالمدينة وعاينت الوقائع، وعقدت اجتماعات مع المجلس البلدي والسلطة الإقليمية والمسؤولين عن شركات التجهيز والبناء المعنية بالأمر. وأنجزت محاضر، تضمنت التزامات المؤسستين تجاه البلدية، وحددت جدولا زمنيا لإنجاز المطلوب، وقد تم توقيعها من قبل ممثلي الوزير والسلطة المحلية والمجلس البلدي والشركات. وبعد مرور أكثر من ستة أشهر على هذه الالتزامات، يلاحظ أن هناك تأخرا وبطئا في تنفيذ الالتزامات من لدنالمؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء تانسيفت، وكذا غيابا تاما لمجموعة العمران. وعقدت اللجنة المكلفة بالتعمير وإعداد التراب والبيئة اجتماعا بمقر بلدية قلعة السراغنة بتاريخ 21 أكتوبر ,2005 بحضور المسؤولين الجهويين عن المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء تانسيفت ومجموعة العمران وممثل عن المندوبية الإقليمية للإسكان، والمصالح البلدية المختصة، وذلك لدراسة وضعية عملية إعادة الهيكلة بدراع العياشي، ووضعية تنفيذ شركات التجهيز والبناء العاملة بالمدينة لالتزاماتها تجاه بلدية قلعة السراغنة. وبعد المناقشات وتبادل الرأي، أكد ممثل المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء تانسيفت، أن هذه الأخيرة بذلت مجهودات ملموسة، في إطار تنفيذ التزاماتها تجاه الجماعة، وذلك من خلال وضع الوثائق والتصاميم المطلوبة لدى المصالح البلدية المختصة، ووضع 77 قطعة أرضية مجهزة رهن إشارة عملية إعادة إسكان المتضررين في عملية تعبيد الطرق بدراع العياشي، وإبرام الصفقة المتعلقة بإعادة بناء طريقين بالحي الصناعي. ولتسريع وتيرة تنفيذ باقي الالتزامات، تم الاتفاق على تكوين لجنة من ممثلين عن المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء والسلطات المحلية، ورئيس اللجنة المكلفة بالتعمير وإعداد التراب والبيئة، ورئيس جمعية سكان دراع العياشي، وممثل مندوبية الإسكان، وتقنيي البلدية، تكون مهمتها معاينة السكان المتضررين في إطار عملية شق الطرق بدراع العياشي، وتحديد اللائحة الرسمية للمعنيين بالأمر، وذلك تحت إشراف المهندس الطبوغرافي الذي ستنتدبه الشركة صاحبة المشروع، وذلك يوم الخميس 10 نونبر ,2005 وحل المشاكل المطروحة مع أصحاب الحقوق في الأراضي المحتضنة لتجزئة النور، وذلك لتوفرهم على رسوم عقارية تثبت ذلك، وفتح طريق أمام حزام حي المرس، ووضع تصميم شبكة التطهير رهن إشارة البلدية لتسهيل مأمورية المصالح البلدية المختصة بشأن معالجة المشاكل المطروحة في هذا الإطار، وإحداث طريق مدارية تمتد من تجزئة النور إلى طريق مراكش وإنجاز قنطرة على وادي كاينو، وموافاة المجلس بلائحة أرقام البقع 77 سالفة الذكر، وموافاة المصالح البلدية بتصاميم المناطق الخضراء بالتجزئات المنجزة من قبل المؤسسة بالمدينة، وإعادة إصلاح التجهيزات الأساسية بحي النخلة 2 بعد أن تبين أن الإصلاحات التي قامت بها المؤسسة لم تزد المشاكل إلا استفحالا. وقد أثار أعضاء لجنة التعمير انتباه المسؤول عن المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء إلى الوضعية المزرية التي آلت إليها تجهيزات تجزئة النور، وخاصة الطرقات والأرصفة التي أصبحت في وضعية خطيرة بعد هطول الأمطار الأخيرة، وهذه الوضعية متضمنة في المحاضر والتقارير التي أعدتها المصالح البلدية المختصة، معززة بصور. وقد أكد رئيس المجلس البلدي بهذه المناسبة أن بلدية قلعة السراغنة لن تتسلم تجزئة النور ,1 ولن ترخص لتجزئة النور 2 إلا بعد توصل المصالح البلدية المختصة بتقارير مكتب الدراسات المشرف على هذه التجزئة، وبتقارير من المختبر المعتمد بشأن وضعية التجهيزات الأساسية. أما في ما يتعلق بمجموعة العمران، فقد أكد ممثلها أن الشروع في عملية تنفيذ الالتزامات، سيتزامن مع انطلاق الأشغال المتعلقة بإعادة هيكلة دوار البانكة، وفي هذا الصدد تم الاتفاق على إصلاح الاختلالات المتعلقة بالتجهيزات الأساسية بحي الهناء ,1 الشطر الثاني، وحي الهناء ,2 وذلك بتنقية قنوات الواد الحار وإصلاح الطرق وتبليط بعض الأزقة، موازاة مع انطلاق أشغال إعادة هيكلة دورا لبانكة، وإذا لم تنطلق هذه الأشغال، فقد التزم ممثل مجموعة العمران بالشروع في الإصلاحات في أجل لا يتعدى شهرين، وإنجاز الملاعب الرياضية ذات البنية البسيطة بتجزئة حي الهناء 2 تنفيذا لتعليمات وزير الإسكان خلال زيارته الأولى للمدينة، وموافاة المصالح البلدية المختصة بتصميم شبكة التطهير لتجزئة حيي الهناء 1 و 2 لتسهيل مأمورية هذه المصالح لحل المشاكل المطروحة على مستوى هذه الشبكة، ورفض العمل مؤقتا بآبار التطهير بدوار لبانكة. وللتذكيرفقد درس المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة في دورته الرابعة، التي انعقدت يوم الجمعة 28 أكتوبر الماضي المشاكل المطروحة في إطار عملية إعادة الهيكلة بدراع العياشي، وإطلاع المجلس من لدن المؤسسة الجهوية للتجهيز تانسيفت ومجموعة العمران على وضعية تنفيذ التزاماتهما تجاه الجماعة. وقد تقرر مطالبة المؤسستين بتنفيذ التزاماتهما وفق ما جاء في تقرير لجنة التعمير في أجل 4 أشهر تحت طائلة اللجوء إلى القضاء.