ألقت فريدة زمرد، الأستاذة بدارالحديث الحسنية، في إطار سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، درسا تناولت فيه بالدرس والتحليل موضوع المرأة في القرآن الكريم بين الطبيعة والوظيفة، انطلاقا من قوله عز وجل ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكرأوأنثى بعضكم من بعض...)الآية.ولقد تناولت الأستاذة المحاضِرة، التي تعد ثالث امرأة تلقي درسا حسنيا أمام جلالة الملك بعد الأستاذة رجاء مكاوي، الموضوع من خلال ثلاثة محاور: الأول تحديد مفردات الآية وسياقيها المقالي والمقامي، والثاني طبيعة المرأة في القرآن بين التمييز والمساواة، والثالث وظيفة المرأة بين الإطلاق والتقييد. واعتبرت أن مجمل الآية الكريمة تلخص حال أولي الألباب ذكورا وإناثا الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض، والمعنى أن الله عز وجل يستجيب الدعاء من الجنسين، لتبين بذلك أن التسوية في حفظ ثواب الأعمال المقدمة سواء من الذكورأو الإناث. وفسرت فريدة زمرد أن سببب نزول الآية الكريمة جاء جوابا لامرأة لما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الثواب، الذي تناله النساء عند هجرتهن، حيث إن المرأة لم تكن مذكورة في القرآن الكريم في موضوع الهجرة قُبَيل هذا السؤال، فكانت الاستجابة الربانية بعدم تضييع ثواب الذكر والأنثى عموما. وأوضحت المحاضرة أن الصورة التي يرسمها القرآن للمرأة، انطلاقا من مفهوم الأنثى تنفي عنها أي تمييز قد يجعلها أقل قيمة من الرجل، كما تنفي عنها في الوقت نفسه المثلية المطلقة معه، واستدلت الأستاذة زمرد على خصوصية المرأة بمجموعة من المصطلحات القرآنية التي سِيئ فهمها، وبالتالي قلب صورة المرأة من خلالها، مبرزة أن وجود بعض التفسيرات الخاطئة بخصوص طبيعة المرأة عند بعض المفسرين يرجع إلى تأثرهم بالظروف الاجتماعية والثقافية، التي كانت تحيط بهم. وخلصت الأستاذة زمرد إلى أنه انطلاقا من الحقوق والواجبات والطبائع والوظائف، يمكننا أن نعطي صورة صحيحة عن علاقة الرجل بالمرأة، المبنية على الوسطية والتكامل، مبرزة أن القرآن عالج هذه القضايا ضمن مفاهيم العبودية لله عز وجل والاستخلاف والتقوى والعمل والجزاء، وأشارت إلى أن مبدأ التكامل النوعي الوارد في الآية هو الذي تسعى مدونة الأسرة نحو تحقيقه .