يحتفل الشعب المغربي يوم السبت بالذكرى التاسعة والعشرين للمسيرة الخضراء التي تمكن المغرب بفضلها من استرجاع أقاليمه الجنوبية وتحريرها من ربقة الاستعمار الاسباني .ففي يوم 16 أكتوبر 1975 أعلن جلالة الملك الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الجنوبية. وقد لقي هذا النداء الملكي استجابة جماهيرية واسعة وصفت وقتئذ بأنها ملحمة تاريخية حيث هب 350 ألف من أبناء الشعب المغربي رجالا ونساء شيوخا وأطفالا لينتظموا في مسيرة سلمية انطلقت يوم 6 نونبر نحو الصحراء المغربية مسلحين بالقرآن الكريم والعلم الوطني وبالايمان الراسخ بعدالة قضية الوحدة الترابية للمملكة المستندة على الشرعية الدولية. وقد باركت جميع الدول المحبة للسلام هذه البادرة الملكية التي اعتمدت منطق الحكمة والسلام بدل اللجوء إلى القوة ولغة السلاح لاسترداد هذا الحق المغتصب حيث سارعت العديد منها إلى إيفاد ممثلين عنها للمشاركة في هذه المسيرة الخالدة التي كانت بحق محطة بارزة لصلة الرحم مع سكان هذه الربوع. ومنذ انطلاق المسيرة الخضراء وأمام مناورات خصوم وحدة المغرب الترابية ظل المغرب مخلصا للنهج السلمي ملتزما بالمشروعية الدولية ومتمسكا بالأسلوب الحضاري للحوار من أجل الطي النهائي للنزاع المفتعل حول استكمال الوحدة الترابية. وقد تجلى هذا للعالم أجمع بعد إعلان الملك الحسن الثاني الشهير "إن الوطن غفور رحيم" حيث تواصلت عمليات الهروب من مخيمات الذل والعار والالتحاق بأرض الوطن فضلا عن سحب العديد منى الدول لاعترافها بجمهورية الوهم بعد انكشاف زيف اطروحات خصوم المغرب . وهكذا يمكن القول بأن استرجاع المغرب لاقاليمه الجنوبية يكتسي بعدا سياسيا يتمثل في كونه أول بلد حرر جزءا كبيرا من ترابه الوطني بالطرق السلمية وكسب رهان ترسيخ ركن أساسي من أركان هويته التاريخية والدينية ونظامه السياسي (البيعة) التي اعتمدها كمرتكز أساسي للملف الذي قدمه إلى محكمة العدل الدولية. وقد جاء تنظيم المسيرة الخضراء السلمية بعد ما أصدرت محكمة العدل الدولية بلاهاي رأيها الاستشاري الذي أكد على وجود روابط قانونية وأقر بشرعية مطالب المغرب في استرداد ما اغتصب منه.