من المؤشرات غير الرسمية ، والتي بموجبها يمكن قياس مدى تخلف بعض البلدان، علامات التشوير لتحديد أماكن تواجد المرافق العمومية داخل المدن. فارتفاع نسبة توقف المواطنين المقيمين والزائرين للاستفسار عن أماكن تواجد مرفق عمومي، يعَدُّ دليلا على غياب ثقافة الإرشاد والتشوير لدى القائمين على تدبير الشأن المحلي. و لهذا فإطلاق البوابة الالكترونية للتحديد المكاني للمرافق العمومية، التي أشرفت عليها وزارة مبديع، يشكل طفرة نوعية مقارنة مع المرحلة السابقة، حيث يمكن اعتبار هذا الحدث خطوة أولى من أجل مصالحة المواطن المغربي مع الإدارة العمومية. وبالموازاة مع هذا التحديد المكاني للمرافق العمومية، فالمواطن المغربي في حاجة ماسة إلى "حسن الاستقبال" المكاني داخل هذه المرافق، لأن تغيير علاقة المرتفقين بإدارتهم العمومية ستحتاج إلى مدة أطول، وتحسين بنيات الاستقبال اللوجيستيكية والبشرية من شأنها تقليص هذه المدة. جميل إذن أن نقرب مرافقنا العمومية من المواطنين ، ونيسر لهم سبل الوصول إليها ، لكن الأجمل أن يجد هذا المواطن في استقباله من يسرع له استخراج شواهده الإدارية في المقاطعات، ومن يسهر على تقديم حاجاته الصحية في المستشفيات من أُطر طبية، ومن يوفر لذوي الاحتياجات الخاصة ولوجيات لحفظ كرامتهم في الوصول المكاني للمرافق العمومية إسوة بباقي المواطنين. ثقافة حسن استقبال المواطن في الخدمة العمومية لايمكن ضبطها بمراسيم و مقررات تنظيمية في الوزارات الوصية ، بل هي قيم تسري في المجتمع وتتزايد بتزايد منسوب المواطنة لدى الموظفين المكلفين بخدمة المرتفقين.