أطلق متحف بنك المغرب معرضا توثيقيا حول "النقود، الأسعار والرواتب بالمغرب"، الذي أعلن عن افتتاحه الجمعة 15 يناير الجاري ويمتد إلى غاية 31 مارس المقبل. ويقترح المتحف (البناية القديمة لبنك المغرب بالرباط) على زواره جولة معرفية في أعماق التاريخ النقدي للمغرب من العهد القديم إلى فترة الحماية، ويشمل المعرض صورا للنقود وقطع أثرية ، ومقتطفات من تآليف التاريخ ، تحكي عن القدرة الشرائية والرواتب ، ويستعرض سيرة حضارات اقتصادية تجسدها العملات التي راجت في المغرب من فترات ما قبل الاسلام (118 قبل الميلاد) الى حلول نظام الحماية عام 1912، مع تسليط الضوء على دلالاتها بالنسبة لفهم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في ظل الدول المختلفة التي حكمت البلاد. من دينار يوس جوبا الثاني الى أوريوس الروماني مرورا بالدينار المرابطي والموحدي ثم المريني وكذا الدرهم الادريسي والدينار السعدي وصولا الى المثقال العلوي، تشكل محتويات المعرض الذي افتتح بجولة لفائدة الصحافيين، كرونولوجيا نقدية للتاريخ المغربي وتطور القدرات الشرائية في سياقات اقتصادية مختلفة. ووضح مدير المتحف أن المعرض يبرز من خلال مسار زمني يؤرخ لتاريخ النقود بالمغرب ، تطور القدرة الشرائية للنقود وكذا تطور أسعار المواد والسلع والخدمات ، كما يمكن من التعرف على معادلات بعض الأوزان والمكاييل بالمغرب من العصر القديم إلى الحديث. ويشير المتحف، من خلال وثيقة تقديمية للمعرض ، أنه تم اعتماد مقاربة بيداغوجية واخراج سينوغرافي حيوي حتى يتمكن الزائر من التعرف على الميكانيزمات الأساسية التي ميزت تاريخ المغرب على مدى مدة زمنية تمتد على طول ألفي سنة. ومن هذه الميكانيزمات، تم التركيز على العملة باعتبارها أداة للتبادل التجاري ووسيلة من وسائل الحكم والسيادة. كما تم من ناحية أخرى،التركيز على القدرة الشرائية المرتبطة ارتباطا قويا بقوة الحكم القائم و اعتمد المعرض تقديم نماذج من أثمنة بعض المواد الاستهلاكية والقوة الشرائية التي كانت جارية في أسواق الأندلس والشرق الاسلامي، وذلك بهدف إعطاء فكرة عما كان عليه الحال بهذه الأخيرة في القرون السالفة، مقارنة مع الأسواق المغربية. ولاكتشاف الأنماط المعيشية في العصور السالفة، اختار المعرض أن يدمج بعض القطع ذات الأهمية التاريخية الكاشفة من قبيل أدوات الوزن والأواني المنزلية والخزفيات التي كانت تستعمل لحفظ مواد الاستهلاك أو نقلها.