الأسير الفلسطيني نمر شعبان":أنتم تغنون لمن ونحن لمن نضحي! وجه أسير فلسطيني من سجن عسقلان الصهيوني رسالة إلى المشاركين في برامج ستار أكاديمي، الذي تبثه فضائية الإل بي سي اللبنانية، قارن فيها بأسلوب ساخر وواقعي بين تضحيات الشباب الفلسطيني وما يتعرض له من معاناة على يد الاحتلال، وبين حياة الترف التي يبحث عنها بعض الشباب العربي من خلال مشاركته في هذا البرنامج الذي أثار انتقادات واسعة في العالم العربي باعتباره مخالفا للتقاليد والتعاليم الدينية. وقال الأسير نمر شعبان في مستهل رسالته التي تحدث موقع إسلام أون لاين عنها الأسبوع الماضي الأعزاء ببرنامج ستار أكاديمي، أنا طالب مثلكم، لست من الغرب إنما من فلسطين.. تابعتكم وتعرفت عليكم حتى العمق على مدار الشهور القليلة الماضية، لذلك شعرت بالواجب أن أكتب لكم لأوضح لكم من خلال الخبرة والتجربة، الحقيقية التي يجب أن تكونوا عليها. وبين شعبان كيف يقضي الأسير يومه، مقارنة مع المشاركين بالبرنامج قائلاً ننهض من النوم في ساعة محددة، نمارس الرياضة الصباحية في ساحة مغلقة، نأكل ونتعلم بشكل جماعي وحسب قوانين صارمة فُرضت مسبقا... وأضاف في رسالته وهناك كاميرات مزروعة في كل زاوية لمتابعة حركتنا على مدار اللحظة، ندخن ونأكل أقل منكم ونرتب أسرتنا وننظف الصحون. وتابع قائلاً أنتم أيضا تعيشون بسجون تشبه السجون التي نعيش فيها، مع بعض الاختلافات البسيطة في التفاصيل. وأضاف شعبان مخاطبا الشباب العربي أنتم حكمتم على أنفسكم بالبقاء 4 شهور على الأكثر، بينما نحن محكومون في هذه السجون منذ سنين طويلة، ومعظمنا لا يعرف متى سيخرج عائدا إلى أهله وأصدقائه، بعد عام، أو عشرة أو إلى ما لا نهاية. وأشار إلى معاناة الآلاف من المعتقلين الفلسطينيين، كما عدد هذه السجون قائلاً أنتم توجدون في أكاديمية واحدة، بينما نحن موزعون على عدة سجون: أكاديمية شطة، والجلمة في شمال فلسطينالمحتلة، وفي الرملة وهداريم والتلموند في الوسط، وعسقلان وبئر السبع ونفحة في الجنوب. وأوضح الأسير شعبان كيف يقضي الشباب المشاركون ببرنامج ستار أكاديمي، يوم الجمعة من كل أسبوع بفرح ومرح، بينما يعيش المعتقلون اليوم نفسه دون أن يشعروا بوجود فارق بينه وبين باقي أيام الأسبوع، ويقول: في السجن يوم الجمعة لا يختلف عن باقي الأيام، خصوصا بعد انقطاع زيارات الأهل منذ فترة طويلة، فبينما يستطيع ذووكم وأصدقاؤكم ركوب الطائرات وقطع الأجواء والبحار لزيارتكم، لا يستطيع أهلنا وأصدقاؤنا عبور جدار الفصل العنصري أو حتى حاجز عسكري صغير لأشهر وسنوات. ويتطرق الأسير شعبان إلى طبيعة المناسبات التي يحييها المعتقلون داخل السجن، بينما ينشغل الشباب العربي بإحياء يوم القديس فالانتان (ما يسمى عيد الحب)، ويقول نحن نحتفل بيوم الأسير، وأنتم تحتفلون بعيد الحب.. احتفالكم أكبر وجمهوره أوسع وشهرته أكثر، أما نحن فجمهورنا حاضر في الذاكرة لا على المسرح. وأضاف يقوم بزيارتكم الفنانون، بينما يزورنا المحامون والصليب الأحمر، ويوجد عندكم زعيم وعندنا ممثل معتقل، وعندكم top5 وعندنا لجنة حوار. وتابع قائلا أنتم قد تمنعون من الاتصال بالأهل أو استلام الرسائل والهدايا كإجراء عقابي، أما نحن فممنوعون منها دون عقاب، ونعاقب بأن نمنع من مشاهدة التلفاز أو استخدام الأدوات الكهربائية.. وقد يمتد العقاب لعدة أسابيع في زنزانة معتمة لا تتسع لشخص واحد، وقال تقومون بتخفيف الوزن بواسطة الحمية ونحن نقوم بذلك أيضا، ولكن عن طريق الإضراب المفتوح عن الطعام. ولم يغفل الأسير شعبان أن يعرض للفرق بين من يرعى برنامج ستار أكاديمي وبين من يرعى أمور السجون قائلاً برنامجكم برعاية الإل بي سي، أما نحن فتحت رعاية إدارة السجون وجهاز الأمن الداخلي الشاباك، والشرطة وكل أجهزة القمع التي لا تبخل علينا بكل جديد في مجال الأبحاث النفسية والعقوبات الجسدية وتطبيقها بمناسبة وبدون مناسبة. واختتم الأسير شعبان رسالته بإهداء الشباب المشارك ببرنامج ستار أكاديمي هذه العبارات: انتوا لمين بتغنوا، واحنا لمين بنضحي... تصلكم رسائل SMS ونحن نرسل نداءات S.O.S، أنتم توقعون أسماءكم للمعجبين والمعجبات، بينما نحن نوقع أسماءنا على ورقة الأمانات وعلى الجدران، ليتعرف علينا القادمون من بعدنا. وأنهى كلامه قائلا هذا غيض من فيض، حيث هناك الكثير من الأمور التي لم أحدثكم عنها.. ولن أنهي رسالتي قبل أن أطلعكم على بعض الأخبار والمستجدات، حيث سرعت إسرائيل من وتيرة بناء جدار الفصل العنصري الذي قطّع أوصال الوطن، كما سقط المزيد من الشهداء، وتم تبادل الأسرى مع حزب الله، أما نحن فلم نتخرج بعد من أكاديميتنا، ولمزيد من المعلومات، اسألوا الأسرى المحررين.. مع تحيات نمر شعبان، سجن عسقلان