أكد محمد العربي بلقايد رئيس المجلس الجماعي لمدينة مراكش أن المدينة الحمراء التي تتميز بزخم تاريخي وحضاري عريق تعاقبت عليها حضارات بنت وشيدت معالم نحن الآن نفتخر بها ونستفيد من "خيراتها" ويقدم إليها زوار من مختلف بقاع العالم لتعلموا منها درس التاريخ والحضارة. وأضاف في ندوة صحفية عقدها يوم الاثنين 14 دجنبر 2015 قبيل انطلاق الاحتفال لتخليد الذكرى الثلاثين لتصنيف مدينة مراكش تراثا إنسانيا عالميا والذي ينظمه المجلس البلدي ما بين 18 و20 دجنبر الجاري، أن المجلس الجماعي حرص على تخليد هذه الذكرى بما يليق بمدينة مراكش من خلال حضور وزراء وعمداء المدن، وخبراء عالميون في ميدان التراث. وأشار بلقايد أنه ينتظر الإعلان خلال هذه التظاهرة الثقافية الهامة عن تأسيس شبكة للمدن التاريخية المصنفة تراثا عالميا بهذه المناسبة لتقوية الجهود من أجل الحفاظ على مقوماتها التاريخية والحضارية. وأكد أن كل ذلك سيساهم من نواحي متعددة في جعل المدينة الحمراء في أعلى المراتب، مدينة عالمية، ذكية، مضيافة ،نظيفة كما يريدها ساكنوها وجميع من يحبها ويشتاق إلى زيارتها. وقال يونس بن سليمان نائب عمدة مراكش في الندوة ذاتها أن الاحتفال بهذه الذكرى له حمولته التاريخية والحضارية، مشيرا أن الجيل الحالي له مسوؤلية كبيرة في الحفاظ على المآثر التاريخية التي صانها أجدادنا منذ إنشاء مدينة مراكش قبل 1000 سنة، ومنحها العناية التي تستحق ليس لأنها من الحضارة المغربية فقط، ولكن لأنها انتقلت لتصبح في ملك الإنسانية جمعاء، ولكي يستفيد منها كل إنسان يزور هذه المدينة وبتعرف على تنوعها الحضاري. وأشار أن رئيس المجلس البلدي والمكتب المسير يولي أهمية كبيرة للمسالة الثقافية لما لها من دور في تنشيط الفكر والحد من الظواهر السلبية. وأضاف بن سليمان ان القطاع السياحي يساهم بشكل كبير في توفير مناصب شغل، وفي الرفع من مداخيل الضريبة على القيمة المضافة والضريبة على الدخل، وغير ذلك، مشيرا أن خلق شراكة بين الفاعلين السياحيين والمجلس الجماعي وتنظيم حوارات مفتوحة سيساهم في حل عدد من المشاكل التي تعرفها المدينة، وتجويد بنية الاستقبال وظروفه وبالطبع من أجل أن يعود كل ذلك بالنفع على المدينة وساكنيها. وأكد أن عدد من المشاريع التي ستعرفها المدينة تتطلب وقتا من أجل دراستها بشكل جيد حتى لا يتم هدر المال العام، موضحا ان المجلس الجماعي منفتح على كل الآراء والاقتراحات. من جهته قال عز الدين كارا مندوب الثقافة بمدينة مراكش أن الحديث عن المآثر التاريخية مغامرة في حد ذاته لأن صعب ومتشعب، ذلك أنه من خلال التجربة الكثير من المجالس البلدية تتهرب من تحمل المسؤولية فيما يخص حماية الأنسجة العتيقة، بسبب كثرة المتدخلين ونقص الموارد البشرية والمالية. وأشار أن تخليد هذه الذكرى يمكن أن تشكل مناسبة لتحديد رؤية مندمجة ومتوافق عليها لتطوير ما يتم القيام به للحفاظ على الموروث الثقافي والتاريخي في المدينة الحمراء. وأكد أن هناك خطة متكاملة لترميم المآثر التاريخية لمدينة مراكش، حيث كشف عن انطلاق ترميم قصر البديع الأسبوع المنصرم بغلاف مالي يقدر ب 8 مليون درهم، كما تم الانتهاء من المرحلة الثانية من ترميم قصر الباهية، وأن جزء منه لم يفتح بعد للزوار، وترميم قبور السعديين وخاصة الترميم الدقيق للخشب بطريقة تدخل حديثة بغلاف مالي يقدر في 3 م درهم. وأشار أن سنة 2016 ستعرف ترميم القبة المرابطية بغلاف مالي يقدر بمليون درهم التي كانت تسير عن طريق التدبير المفوض من قبل إحدى الشركات وعرفت مشاكل كثيرة وصلت إلى القضاء تم حلها قبل ستة أشهر. ثم هناك أيضا جناح المنارة بحوالي 2 مليون درهم، وإعطاء الانطلاقة للجزء الثالث من ترميم قصر الباهية من المفترض أن يخصص لها 7مليون درهم. في المقابل أشار أن التراث اللامادي يحتاج إلى تدخلات عاجلة حيث يعاني من مشاكل متعددة، داعيا إلى صياغة خطة واضحة من أجل تجاوز إشكالاته.