مع اقتراب موعد التصويت لصالح البلد الإفريقي الذي سيحتضن منافسات كأس العالم 2010 في الخامس عشر من ماي الجاري، تصاعدت حدة التشويش الذي تمارسه جنوب إفريقيا على ملف المغرب، على اعتبار أن الملف المغربي يظل أكبر المنافسين وأشدهم لاحتضان مونديال 2010. ضمن أساليب التشويش التي اعتمدها هذا البلد المنافس قامت صحافته، وفق ما أفادته مصادر إعلامية، بتسريب التقرير التقني للجنة التفتيش التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا أول أمس (الثلاثاء)، وذلك قبل الموعد الذي كان مقررا فيه نشره. وذكرت المصادر أن تسريب الصحافة الإفريقية للتقرير، الذي أعطى للملف الجنوب الإفريقي درجة ممتاز في حين منح المغرب درجة جيد جدا إلى جانب مصر، كان يروم إبعاد المغرب عن المنافسة، قبل أحد عشر يوما من تاريخ تصويت اللجنة التنفيذية للاتحاد في زيوريخ لتحديد البلد الإفريقي الذي سينظم مونديال 2010 من بين المرشحين الخمسة. التقرير التقني، وإن أعطى بعض الامتياز لملف جنوب إفريقيا، فإنه أكد أن المغرب يملك القدرة على تنظيم كأس عالم جيدة جدا وفي ظروف آمنة، في وقت نصح فيه التقرير الزوار بعدم زيارة بعض الأماكن غير الآمنة في جنوب إفريقيا، واعتبر أنه سيكون من الصعب على هذا البلد الإفريقي بيع جميع التذاكر لظروف اللاستقرار المذكورة. من ثم، فإن التقرير رد ضمنيا على الحملة الدعائية التي شنتها صحافة جنوب إفريقيا على المغرب، إذ اعتبرته بلدا غير آمن بعد تعرضه للأحداث الإرهابية في السادس عشر من ماي الماضية، وهو الأمر الذي أشار إليه التقرير صراحة بالقول إن المغرب، الذي يقدم ترشيحه للمرة الرابعة، بلد آمن على الرغم من الاعتداءات الإرهابية التي وقعت يوم 16 ماي عام 2003 في الدارالبيضاء، والتي يجمع المراقبون أنها لن تكون بأي حال عقبة أمام ملف المغرب على اعتبار أن ظاهرة الإرهاب أضحت ظاهرة كونية لا تحدها حدود ولا يوجد بلد ما في منآى عن خطرها، وهو الاستنتاج ذاته الذي أكده رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتير بالقول إننا نعيش في عالم مضطرب، وذلك في معرض رده على أسئلة وسائل الإعلام الجنوب إفريقية حول الانعكاسات المحتملة للإرهاب على ملف ترشيح المغرب لتنظيم نهائيات كأس العالم لعام .2010 قبل أن يضيف بلاتر، الذي كان قد زار جنوب إفريقيا في إطار جولاته الاستطلاعية قادته رفقة أعضاء من الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى الدول الإفريقية المرشحة لاحتضان مونديال 2010 من ضمنها المغرب، لقد قدمت لنا البلدان الخمسة المرشحة ضماناتها وعبرت الحكومات أيضا عن دعمها لترشيحات بلدانها. وبعودة إلى التقرير التقني الذي أعدته لجنة التفتيش التابعة لالفيفا، فإن ما تضمنه من تقييمات لملفات البلدان المرشحة لا تعدو أن تكون مجرد تقديرات يستأنس بها الأعضاء المصوتون داخل الاتحاد الدولي ولا تكون بأي حال من الأحوال حاسمة أثناء مرحلة التصويت التي غالبا ما تشهد انقلابات، مثل تلك التي حدثت حين التصويت على البلد الذي سيحتضن مونديال .2006 فضلا عن ما سبق، فإن منح التقرير بعض الامتياز لملف جنوب إفريقيا على المغرب، خاصة في ما يتعلق بالبنيات الرياضية، فإن هذه النقطة لا يمكن أن تشكل حاجزا يمنع المغرب من الظفر باحتضان منافسات المونديال، بعدما قدم ضمانات مالية هامة لإتمام أوراش التجهيزات الرياضية التي ستكون جاهزة عند الموعد، فضلا عن أن المغرب يظل الأحق بهذا التنظيم بالنظر إلى عراقته الكروية وتوافر الشروط التي يتضمنها دفتر التحملات، وأيضا لأن المغرب كان أول البلدان الإفريقية التي تحدت الجميع وأعلنت رغبتها قبل سنين خلت في تنظيم مونديال ,1994 ثم جدد عزمه في مونديالات 1998 و.2006 يونس البضيوي