بعد عملية معبر بيت حانون الاستشهادية التي أدت إلى مقتل أربعة وإصابة أكثر من عشرة من الجنود الصهاينة، بات العدو الصهيوني يحاول التنفيس عن عجزة السياسي والعسكري في قمع المقاومة، بعد أن نُفذت العملية في أكثر المناطق التي يعتبرها العدو تحصيناً وأمناَ، فذهب قادة العدو الصهيوني يهددون ويتوعدون رأس الهرم السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، ورموز الحركة بالقتل والملاحقة. وأضاف بيان كتائب القسام إننا في كتائب الشهيد عز الدين القسام وأمام هذا التهديد الصهيوني نؤكد أن أي فكرة أو محاولة للمس بالشيخ الجليل أحمد ياسين، أو أياً من رموز وقادة الحركة ستدفع له إسرائيل ثمناً باهظاً، ولن نجعل الصهاينة يهنؤون بجرائمهم النازية قبل أن نغرقهم في بحر من دمائهم. وعلى صعيد آخر، امتدح رئيس وزراء العدو الإرهابي أرييل شارون التصرف الأخرق لسفير حكومته لدى السويد عندما فقد صوابه وقام بإتلاف معدات عمل فني عرض في أحد متاحف ستوكهولم يصور منفذة عملية استشهادية سابحة في بركة من الدماء. وعبر شارون عن دعم غير محدود لموقف السفير، وقال إنه أجرى اتصالا هاتفيا به الليلة قبل الماضية وشكره على موقفه القوي وتعامله المناسب مع المسألة، ووصف العمل الفني بأنه مثال لتنامي مشاعر معاداة السامية في أوروبا. ورفض متحف الآثار الوطني في ستوكهولم أول أمس تلبية طلب الصهاينة بسحب العمل الفني. وقال مدير المتحف كريستير بيرج لوكالة الأنباء السويدية: سنقدم أعمال المعرض كاملة وللفترة التي كانت مقررة أصلا بما في ذلك هذا العمل الفني، مضيفا أن السفير الإسرائيلي سيتلقى دعوة للمشاركة في نقاش جاد حول هذا العمل الفني وتصرفاته وحول الفن وحرية التعبير. وقد طرد سفير إسرائيل في أستوكهولم الجمعة من متحف الآثار الوطني، بعد أن أتلف هذا العمل الفني الذي صممه قرور فيلر المولود في أراضي فلسطين 48 وزوجته السويدية الجنسية. والعمل عبارة عن بركة تحتوي على مياه حمراء، يطفو على سطحها زورق شراعي صغير تعلوه صورة هنادي جرادات المحامية الفلسطينية التي فجرت نفسها في مطعم في حيفا في أكتوبر ,2003 وقتلت 21 يهوديا من العدو. وصرح الناطق باسم وزارة خارجية العدو لوكالة الأنباء الفرنسية أنه لا يمكن تبرير التحريض على العنف الذي تضمنه هذا المعرض باسم حرية التعبير، على حد قوله. ويقام المعرض تحت عنوان اختلاف على هامش مؤتمر دولي حول الإبادة، تنظمه الحكومة السويدية من 26 إلى 28 يناير ,2004 ومن المقرر أن تشارك فيه إسرائيل. وخصص شارون الكلمة الافتتاحية في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة الأحد للدفاع عن سفيره، ووصفه بأنه دبلوماسي مخضرم. وقال السفير الصهيوني الذي حضر افتتاح المعرض: إنه استشاط غضبا حين رأى العمل الفني المتمثل، وقام بنزع أسلاك الكهرباء من المصابيح المحيطة بالعمل الفني، وألقى بأحد المصابيح في الحوض. واعترف السفير الإسرائيلي بأنه خطط لتحطيم العمل، وذلك قبل أيام من تنفيذ تلك العملية. وقال مازئيل في تصريحات لصحيفة هاآرتس الأحد 18 1 2004: إن تصرفه لم يكن تلقائيا؛ بل إنه خطط له عندما علم من الصحف المحلية تفاصيل المعرض، والقصيدة التي وضعت بجوار العمل الفني في المعرض التي تتحدث عن الاستشهادية الفلسطينية. وقالت وزارة الخارجية السويدية إن السفير الإسرائيلي تصرف على نحو غير لائق، وإنها ستستدعيه لإجراء محادثات معه. ودافع مازئيل عن تصرفه وقال إنه غير نادم عليه، معتبرا أن العمل الفني الذي ألحق بالضرر إنما يمثل الكراهية ضد شعب إسرائيل، مشيرا إلى ما وصفه بتزايد معاداة السامية في أوروبا بما في ذلك السويد. وقد رد مسؤولو المتحف على تصرف السفير بطرده خارج المتحف.