اتهمت جهات دبلوماسية أجنبية في دولة ساحل العاج القوات النظامية الموالية للرئيس غباغبو بارتكاب مجزرة في حق المدنيين غالبيتهم من المهاجرين المسلمين القادمين من بوركينا فاسو و مالي و غينيا. و كانت قوات فرنسية اكتشفت يوم الجمعة مقبرة جماعية تبلغ 30 مترا طولا و عشرة أمتار عرضا على مقربة من قرية مونوكو-زوهي على بعد نحو 120 كلم شمالي غرب مدينة دالوا الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش الحكومي. و ذكرت مصادر أمنية أن آلاف السكان هربوا من القرية و المناطق المجاورة، فيما ذكر شهود عيان و ناجون أن وحدات تابعة للجيش داهمت القرية على متن ست شاحنات الأسبوع الماضي و اعتقلت المزارعين الذين يعملون في حقول الكاكاو و عزلتهم عن باقي السكان قبل أن تجهز على غالبيتهم بناء على قوائم بأسماء السكان ممن اتهمتهم بتوفير مأوى ل"المتمردين" حسب تعبير الحكومة. و أحصت القوات الفرنسية 120 جثة متهمة أول الأمر مقاتلي الحركة الوطنية لساحل العاج الذين يسيطرون على معظم المناطق في الشمال حيث غالبية السكان من المسلمين المعارضين لنظام غباغبو. غير أنها تراجعت بعد الاستماع لشهادات الناجين و تأكيد قيادة قوات المعارضة الشمالية على أنها لم تدخل القرية إلا بعد وقوع المجزرة و بناء على طلب السكان. و تعد المجزرة أكبر عملية قتل جماعية يتعرض لها السكان المدنيون في ساحل العاج منذ بداية الاضطرابات يوم 19 سبتمبر الماضي إثر محاولة انقلابية منسقة في عدد من المدن قادتها عناصر سابقة في الجيش النظامي تم طردها لأسباب سياسية و عرقية كونها تنتمي للغالبية المسلمة المنحدرة من مناطق الشمال و من جيل المهاجرين من بوركينا فاسو و غينيا و مالي. و قد تعرض المهاجرون في مدينة أبيجان، العاصمة الاقتصادية، إلى حملة مضايقة و مطاردة عنصرية بإيعاز من السلطات السياسية و الإدارية. و تفيد معلومات متطابقة بأن الحكومة المركزية استعانت بمرتزقة أوروبيين و وحدات من دولة ليبيريا المجاورة لمواجهة "انتفاضة الشمال"، فيما يجري الطرفان منذ أكثر من شهر مفاوضات صعبة في توغو للتوصل إلى اتفاق سلام يبقى بعيد المنال بسبب رفض الرئيس غباغبو الذي فاز قبل سنتين بانتخابات مثيرة للجدل بسبب أعمال تزوير التخلي عن الحكم و إجراء انتخابات جديدة و هو المطلب الرئيسي للحركة الوطنية لساحل العاج