نشرت صحيفة "إلموندو" الإسبانية في بداية هذا الشهر مقالا تقديميا يتعرض بالتحليل لكتاب من إصدارات دار النشر "la esfera de los libros" التي هي في ملكية الجريدة المدريدية. الكتاب يحمل عنوان: "اللوبي العبراني". وقد عنونت الصحيفة مقالها بعنوان "اليهودية.. تصريحات كتاب"، ويتعلق الأمر باللوبي اليهودي الذي يعيش في إسبانيا، العنوان الفرعي للمقال يؤكد على مايلي: >إنهم موجودون في البنوك، في أجهزة العدالة، في الفندقة، والسياحة، في قطاعات البناء والنسيج. إن اليهود الإسبانيين يتحركون في المسالك الأكثر نفوذا داخل أجهزة السلطة، ولهم اتصالات قوية مع النخب الاقتصادية والسياسية. التي يمكن أن يذهب اعتمادها على دعم "اللوبي العبري" إلى حد إخراجهم من السجون. ويؤكد "أنديكي موجيكا" الذي ضمته لائحة نشرتها الصحيفة في ختام مقالها لأسماء من أسمتهم ب"أبجديات إسبانيا العبرانية" بأن الأمر جد طبيعي، لأن اليهود مثقفون جدا بينما يقول هذا اليهودي الإسباني: "المستوى الثقافي لهذا البلد هو جد منحط. فالقنوات التلفزيونية الإسبانية سواء العمومية أو القنوات الخاصة الكبرى تخصص يوميا ساعة ونصف برامج عن مشاهير هذا العالم، لصحافة المغامرات العاطفية وللمذيعات اللواتي يروين أحاديث تافهة، إن إسبانيا ليست بلدا عقلانيا، ولا يتوفر على صحافة حصيفة مثلما هو الحال في بريطانيا العظمى مثلا، ولكنها فقط صحافة للثرثرة". أما كاتب المقال الذي هو نفسه مؤلف الكتاب فيؤكد بأنه "وعلى عكس ما يعتقد البعض فإن اليهود الإسبان أو المنحدرون من جالية يهودية إسبانية ليسوا جميعا أثرياء" ولكنهم مع ذلك نافذون؛ فقد استطاعوا أن يتدخلوا لصالح على الأقل شخصيتين شهيرتين هما "مارك ريش" اليهودي الأمريكي الإسرائيلي الشهير الذي عرف السجن في عدة دول منها سويسرا وإسبانيا. والمتهم بارتكابه لأكبر جريمة فساد مالي عرفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية والذي أصدر "بيل كلينتون" عفوه عنه ليلة انتهاء ولايته الرئاسية بضغط من الكيان الصهيوني، وكذلك رجل المال والأعمال "جاك هاشويت" الذي جابت العالم فضائحه المالية المتنوعة والذي عرف السجن في إسبانيا بسبب تلاعباته الاقتصادية غير القانونية مع المدير الأسبق لبنك "بانيستو" "ماريو كوندي" والذين حكم عليهما بعشرين سنة سجنا لازال "ماريو كندي" يقضيها بينما تم إخراج "هاشويت" اليهودي من السجن بفضل "اللوبي" المتنفذ كما أخرج من قبل "مارك ريش" الشهير. ويتساءل الكاتب عن العلاقة التي يمكن أن تكون قائمة بين امرأة الأعمال "أليسا كوبلويتن" الرئيسة الشرفية للفرع الإسباني لمركز بيريز للسلام، وبين الكيان الصهيوني. ويؤكد أنها قد شوهدت رفقة شيمون بيريز في نفس المطعم يومي 22 يونيو 1997 و24 أبريل من السنة الحالية. بل ويؤكد الكاتب تورط المؤسسة الملكية الإسبانية، مع السفير الأسبق للكيان الصهيوني في مدريد "شلوموبن عامي" في العملية المشبوهة لاطلاق سراح الملياردير الروسي "فلاديمير كوسانكي" وكذلك "مارك ريش" المذكور سابقا. أما الكاتب الإسباني "خوان كويتيسيلو" فيستغرب مثلا لكون الإسبانيين قادرين بسهولة على التفريق بين الباسكي الإسباني العادي والباسكي القومي المتشدد والباسكي عضو منظمة "الإيتا" ولكنهم يؤكد "كويتيسيلو" يخلطون بنفس السهولة بين المسلم والإرهابي، وبين الإسلامي والإرهابي. وإذا كان الحديث عن اللوبي اليهودي المتغلغل في جارتنا الإيبيرية قد آثاره نشر صحيفة "المونودو" لهذا المقال المأخوذ عن الكتاب الذي تستعد دار النشر التي تملكها نفس الصحيفة لنشره. بسبب التورط في إطلاق سراح هؤلاء المليارديرات اليهود المتورطين في جرائم مالية. فإنه لنا أن نتساءل عن وجود لوبي صهيوني في بلادنا يدافع عن الصهاينة ويتصدى لكل محاولة لمحاربة التطبيع مع من يهدمون بيوت إخواننا الفلسطينيين ويذبحونهم كل يوم. بل إن هذا اللوبي يجد عندنا كل التسهيلات التي تمكنه من التخفي بل إنه يجد من يعيره فمه طواعية ليأكل به الثوم، عندما يجد من يصرح بكل صفاقة بأنه ألغى بث مسلسل "فارس بلا جواد" لضعفه الدرامي، ولإغراقه في المحلية، مع أنه يتطرق لقضية قومية تهمنا جميعا كعرب وكمسلمين. وإلا فماذا عن محلية المسلسلات التافهة التي تقصفنا بها قناتنا الأولى وقناتنا الثانية يوميا، سواء منها المكسيكية أو المصرية التافهة. وماذا عن تفاهة "لالة فاطمة" الذي يحاول أن يطبع مع خطة السعدي المشؤومة التي طردناها من الباب، ووجدت نافذة تطل علينا منها يوميا، وتعلم أطفالنا بنين وبنات كيف يدافعون عن حقهم في اتخاذ الأخذان، وفي التحرر والتحلل سواء برضى أو عدم رضى لالة فاطمة وزوجها السبور جدا. أما "فارس بلا جواد" فهو حسب رأي المسؤولين في القناة التي ندفع لها من أموالنا ضعيف ومغرق في المحلية، وأما "صلاح الدين الأيوبي" فلا يستحق من القناة الثانية إلا توقيتا يكون فيه الناس نيام. فأي لوبي هذا الذي يأكل الثوم بأفواه مسؤولي الإعلام المرئي عندنا، اللهم إن هذا لمنكر. اللهم إن هذا لمنكر. وحسبنا الله ونعم الوكيل. إبراهيم الخشباني