أفادت إحصائيات استقتها جريدة التجديد من مندوبية السياحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز أن عدد السياح الأجانب الذين أقاموا بالمغرب خلال الفترة الممتدة على مدى ستة أشهر الأخيرة قد عرف تراجعا ملموسا، بالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية والتي ما قبلها، كما أن نسبة الليالي المتخلى عنها، والتي كانت محجوزة من قبل، عرفت ارتفاعا ملحوظا في فنادق مدينة مراكش المصنفة، نفس الملاحظة أكدتها مصادر من المكتب الوطني للسياحة التي أشارت أن حوالي مليون و 510 ألف سائح زاروا المغرب في الفترة ما بين أول يناير و31 غشت من السنة الجارية، أي بانخفاض نسبته 9.% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الفارطة.وقد عزى بعض الملاحظين ذلك إلى الظروف الدولية التي أعقبت أحداث 11شتنبر 2001، وكذلك إلى الحملة الإعلامية التي شنتها بعض الصحف الوطنية، وتضخيمها لأحداث معزولة ومحاولاتها المتكررة إلصاق التهم بتيار ًالسلفية الجهادية ً في كل صغيرة وكبيرة، واستغلالها لما سمي بأحداث ً الخلية النائمة ً لتنظيم القاعدة، والذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه المسؤول الأول على تفجيرات نيويورك وواشنطن، في إثارة انتباه السلطات لخطورة هؤلاء ًالمتطرفين وً الإرهابيين ً. وقد أعقب ذلك مجموعة من الاعتقالات والاختطافات في صفوف هؤلاء وإثارة الرعب في قرى بكاملها، تركها أهلها خوفا من الاعتقال والتعذيب، وتناقلتها وسائل الإعلام الوطنية والدولية. وقال مولاي الشريف فارس مندوب السياحة بجهة مراكش تانسيفت الحوز ل ًالتجديدً أن هذه الحملة الإعلامية لا تخدم مصلحة البلاد في شيء، بل تضر السياحة الوطنية، كما أكد أن الأحداث التي عرفتها بلادنا هي أحداث معزولة يجب أن تأخذ حجمها الطبيعي بدون تهويل ولا تقزيم، وأشار أن أحداثا مشابهة أو أخطر تحدث في أغلب العواصم السياحة العالمية، لكن الإعلام لا يلجأ إلى التهويل منها لأجل مكاسب آنية، ومن جهة أخرى دعا جميع الفاعلين السياحيين بتطوير القطاع السياحي، بالرفع من مستوى الخدمات في هذا القطاع مادام المغرب قد جعل السياحة من أولى الأولويات، كما أشار إلى ضرورة التركيز على المظاهر التاريخية والحضارية التي يتوفر عليها بلدنا، لأن الزائر لا يريد منا أن نوفر له ما يجده في بلاده دائما، بل يحتاج إلى بعض الخصوصية المحلية غير المعتادة في وطنه، ومن جهة أخرى دعا المنتخبين المحليين إلى القيام بواجبهم اتجاه جميع السكان دون الميل إلى الاعتناء أكثر بالمناطق التي يرتادها السواح، فالحاجات الأساسية، من نظافة وكهرباء وترصيف الطرقات ...بجب أن تلبى للساكنة أولا، ويستفيد منها أوتوماتيكيا الزائر الأجنبي الذي لا يطول مقامه في المدينة أكثر نمن أسبوع، وبخصوص انتشار ظاهرة دور الضيافة ًالرياضاتً في المدينة القديمة أشار أن المغرب الذي سمح لهؤلاء الأجانب بامتلاك هذه الدور التاريخية يؤكد على روحه الانفتاحية اتجاه الآخر، وينفي عنه تهم التطرف الذي ينعت بها دائما، و أشار أن السلطات المحلية يجب أن تأخذ المبادرة لتنظيم هذه الدور في إطار احترام خصوصيتنا الدينية والثقافية التي تحرم كل قبيح مستهجن. يذكر أن المغرب يراهن على جلب 10ملايين سائح سنويا في أفق سنة 2010 ،وسطر من أجل ذلك برنامجا اعتبره المسؤولون عن قطاع السياحة ببلادنا ،برنامجا طموحا بإطلاق مجموعة من الوصلات الدعائية تشير أن المغرب أجمل بلد في العالم، ويرى بعض المهتمين أن ذلك ممكن أي جلب 10 ملاين سائح بالاعتماد على السياحة الثقافية والرياضية ودون الاعتماد على السياحة الجنسية التي لن تزيد البلاد إلا المهالك. عبد الغني بلوط