نفى نور الدين الغرباوي أن تكون له أية صلة بالمسمى يوسف فكري المتهم بارتكابه لعدة جرائم قتل، فقد أكد الغرباوي المعتقل حاليا بسجن عكاشة بالدارالبيضاء رفقة السيد محمد الشاذلي أنه ضد مثل هذه الجرائم وضد العنف كوسيلة في التغيير والإصلاح، مشيرا إلى أنه يقتدي بنهج الصالحين والعلماء في الدعوة إلى الله بالتي هي أحسن والموعظة الحسنة، يقول السيد الغرباوي: "أنا ضد مثل هذه الأعمال المنكرة، ولا أومن بالعنف كسبيل لدعوة الناس إلى الالتزام بتعاليم الإسلام، لأن الأصل فيهم أنهم مسلمون، والإسلام يدعونا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن، فهو دين جاء رحمة للعالمين، وليس لسفك الدماء وقتل الأرواح، وأنا ليس لي الحق في تكفير أي واحد منهم، فما أنا إلا مقلد ومتبع أسمع من الشيوخ والعلماء الربانيين أصحاب الحق، ولم أسمع منهم أبدا أنهم أقروا بمثل هذه الأعمال الإجرامية. ويضيف نور الدين أن المتهم الرئيسي فيما عرف بقضية التكفير والهجرة ينفي نفيا قاطعا وينكر مشاركته إياه الجرائم المنسوبة إليه، حيث يشدد الغرباوي على أن يوسف فكري نفى أمام وكيل الملك لدى مثولهم أمامه أن تكون له علاقة تذكر بالسيد الغرباوي والأمر نفسه مع محمد الشاذلي، في الوقت الذي أثبت فيه تورط المتهمين الآخرين في مساعدته في القيام بالجرائم المنسوبة إليه، وهو الأمر الذي ظل يؤكده المعتقل فكري للغرباوي كلما التقى به داخل السجن خلال فترات الاستراحة والرياضة. وهو ما يطرح أكثرمن علامة استفهام حول استمرار اعتقال السيدين نور الدين الغرباوي ومحمد الشاذلي والمماطلة في الاستجابة لمطلب محاميهما بتمتيعهما بالسراح المؤقت، خاصة في ضوء افتقار ملفهما إلى أية حجة تثبت تورطهما في الجرائم المنسوبة إليهما. وعن ظروف اعتقاله يؤكد لنا نور الدين الغرباوي في حديثه معنا من داخل السجن بأنها تحسنت على العموم، باستثناء ظروف الحراسة المشددة بالسجن، وسجنه بزنزانة رفقة المجرمين العاديين، إضافة إلى حلق لحيته، ومنعه من الحديث في الهاتف العمومي، وتزوير المحاضر وغيرها من الممارسات المنافية للقانون، كما يضيف الغرباوي بأنه لا يلتقى مع السيد الشاذلي إلى في الفسحات والحصص الرياضية الصباحية. وتشتكي عائلة الغرباوي الذي اختطف في 18 يوليوز 2002 بمعية محمد الشاذلي من حي واد الذهب بسلا، من بعد مكان اعتقال ابنها الذي نقل إليه بعد 151 يوما من الاختطاف والتعذيب والتحقيق، حيث إنها تعجز عن تأمين مصاريف التنقل إلى الدارالبيضاء لزيارته بالسجن المركزي هناك، كما أنها تطالب الجهات المسؤولة والهيئات الحقوقية والمنظمات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل التعجيل بالإفراج عن ابنها الذي يعتبر بريئا من كل ما ألصق به زورا وبهتانا، وتؤكد والدة السيد الغرباوي خلال زيارة التجديد لبيتها بشارع النصر بحي واد الذهب بلدية لعيايدة بسلاالجديدة بأن ابنها نور الدين لا يمكن أن يقوم بما يدّعون أنه قام به، بل إنها تعتبر ذلك كله مجرد تلفيقات واتهامات باطلة ألصقت بابنها لأنه يقوم بالدعوة إلى الله ويلازم أهل العلم، ويشدد والد نور الدين من جهته على وجوب الإسراع بالطي النهائي لهذا الملف بإصدار الحكم ببراءة المتهمين خلال الجلسة التي ستعقدها المحكمة يوم 23أكتوبر 2002 للنظر في القضية، أم الغرباوي عبد السلام الأخ الأكبر لنور الدين فقد عبر في حديثه معنا عن استنكاره الشديد للأسلوب اللاحضاري واللاقانوني التي تم به اختطاف أخيه حيث استعرض معنا مشاهد من تلك الليلة المرعبة التي عاشت عائلتا الغرباوي والشاذلي أحلك فصولها. خاص سلاالجديدة/محمد أبو حاتم