تصاعدت المواجهات بين الخرطوم وأسمرا، وتطورت من الحرب الكلامية بين قيادتي البلدين إلى مواجهات واسعة على طول الشريط الحدودي، وتدخلت مساع عربية إفريقية، حيث أنهى الرئيس النيجري زيارة خاطفة لأسمرا أجرى خلالها محادثات مع الرئيس إسياس أفورقي تناولت الأزمات الإقليمية و التوتر المفاجيء بين أسمرا والخرطوم. ونفى الرئيس إسياس أفورقي مجددا اتهامات السودان في مؤتمر صحفي مع الرئيس أباسانجو في أسمرا، وقال إن السودان اتهم "إسرائيل" عندما سقطت توريت واتهموا إرتيريا عندما سقطت همشكوريب، وجدد نفي بلاده مساندة المعارضة، فيما استمرت مساعي قطر وليبيا لاحتواء الأزمة بين الخرطوم وأسمرا التي انتهت بحشودات ضخمة على طول الشريط الحدودي، فيما استمرت عملية تبادل القصف بينهما، وتدخل سلاح الجو السوداني، الذي سيطر على سماء المعركة وقام بقصف لمدينة همشكوريب والمواقع التي تسيطر فيها المعارضة السودانية، فيما أرسلت إريتيريا تعزيزات ضخمة على طول الشريط الحدودي مع السودان. وفي تطور مفاجيء، أعلن عن انضمام الرئيس عمر البشير إلى اجتماع القمة الذي سيجمع رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح في صنعاء الأحد المقبل. وتقول المصادر الدبلوماسية التي كشفت عن هذا النبأ إن البند الأساسي الذي سوف تناقشه هذه القمة هو إريتيريا وموقف أطراف القمة من حكومتها، ويذكر أنه وفي الأيام الفائتة شهدت الأجواء تصاعدا في حدة التوتر بين أسمرا وكل من أديس أبابا، صنعاء والخرطوم. وترى أسمرا أن تلك العواصم الثلاثة تعمل بتنسيق لدعم المعارضة ومحاصرة الحكومة الإريتيرية تمهيدا لإسقاطها، ومن المنتظر أن تطلب القمة الثلاثية التي ستلتئم الأحد في صنعاء من الولاياتالمتحدةالأمريكية الانضمام والمشاركة في إنشاء الحزام الأمني ضد الإرهاب، والذي ستعلن عنه القمة، وستلعب إثيوبيا دورا في إقناع أمريكا بهذا، حيث أنها تحتفظ بعلاقات جيدة معها، بالإضافة إلى الاتفاقيات الخاصة بمكافحة الإرهاب بينهما. وستتوزع أطراف القمة الأدوار لمواجهة إريتيريا دبلوماسيا وسياسيا، حيث إن اليمن ستتبنى مواجهة إريتيريا في الجامعة العربية. وعلى صعيد آخر دعا الرئيس الإريتيري إسياس أفورقي إلى ما أسماه قمة إقليمية إفريقية طارئة لمناقشة مشكلة السودان الراهنة على حد تعبيره . وقال أفورقي في خطاب إلى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي طبقا للإذاعة الإريتيرية، إن عملية السلام في السودان، بالإضافة إلى الأمن والاستقرار في المنطقة أصبحا في خطر. وأنكر أفورقي في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس النيجري أوليسكان أبو سانجو في أسمرا لإريتريا في الهجوم الذي تعرضت له بعض المناطق السودانية على الحدود مع إريتيريا. وزعم أفورقي أن بلاده لا تزال ملتزمة بإيجاد حل سلمي للمشكلة السودانية، وكانت الحكومة السودانية قد أكدت أن لديها أدلة دامغة على تورط إريتيريافي الهجوم الذي تعرضت له مؤخرا مدينة همشكوريب.