استقبلت المدارس الفلسطينية السبت 31/8/2002م نحو مليون وربع المليون طالب وطالبة من الضفة الغربية وقطاع غزة. وتأتي إطلالة العام الدراسي الثاني في وقت اقتربت فيه انتفاضة الأقصى على إكمال عامها الثاني، وفي ظل ظروف أمنية واقتصادية صعبة فرضت على بعض أولياء أمور الطلبة توقيف أبنائهم عن الدراسة. وحسب احصائيات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية شهد هذا العام ارتفاعا في عدد الطلبة يصل إلى 6% مع دخول نحو 75 ألف طالب جديد إلى المدارس. وتذكر الإحصائيات أن عدد المدارس الحكومية في المدن الفلسطينية وصل هذا العام إلى 2029 مدرسة. 239 شهيدا وتتسبب الظروف الراهنة واستمرار حظر التجول والاجتياحات والاعتقالات في معظم المدن الفلسطيني في هاجس من الخوف لدى الطلبة مع توجههم إلى مدارسهم كل صباح. وتؤكد وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في آخر إحصائياتها خلال أن العامين الدراسيين الماضيين شهدا تصاعدا في حدة الانتهاكات الإسرائيلية بحق أسرة التربية والتعليم، حيث استشهد نحو 239 طالب وطالبة، وأصيب الآلاف. استهداف المدارس وتوضح الوزارة أنه تم إغلاق 7 مدارس بأوامر من قوات الاحتلال، في حين تعطلت الدراسة في 850 مدرسة أخريات بسبب استمرار القصف، كما تم اقتحام 197 مدرسة وثلاث مديريات للتربية والتعليم، وتم تفجير الأبواب ومصادرة الأثاث والأدوات المكتبية والملفات في معظمها. كما استمرت قوات الاحتلال في تحويل ثلاث مدارس في البلدة القديمة من مدينة الخليل إلى ثكنات عسكرية، في حين حولت 25 مدرسة مها إلى معتقلات خلال اجتياح المدن الفلسطينية. أما عدد المعتقلين من الطلاب والمعلمين فهم166 طالباً و75 معلماً. تنقلات بسبب الحواجز وبسبب كثرة الحواجز العسكرية والترابية اضطرت وزارة التربية والتعليم إلى إجراء تنقلات لعدد كبير من المعلمين، حيث تمت مراعاة قرب أماكن سكنهم من المدارس التي يعلمون فيها. وقال محمد عمران القواسمي، مدير التربية والتعليم في الخليل ل (التجديد) أن العام الدراسي الجديد شهد تنقلات وتغييرات لعدد كبير من المعلمين. وأضاف: سبب هذه التنقلات هو الحصار وكثرة الحواجز العسكرية التي تمنع المعلمين من الوصول إلى مدارسهم، ونحن في الخليل قمنا بتوزيع المدينة لعدة أقاليم، وتم تعيين المعلمين كل في أقرب مدرسة لمكان سكنه لضمان استمرار العام الدراسي ووصول المعلمين إلى مدارسهم. وأكد القواسمي أن قوات الاحتلال لا زالت تحتل للعام الثاني على التوالي ثلاثة مدارس في البلدة القديمة من المدينة هي: مدرستي أسامة وجوهر لبنات، ومدرسة المعارف للذكور. وأوضح أن 15 ألف طالب وطالبة، يتوزعون في 38 مدرسة، في البلدة القديمة، مشيرا إلى أن المديرية اضطرت لتوزيع الطلبة على فترتين صباحية ومسائية. مساعدات للطلاب وفيما يتعلق بالرسوم الدراسية للطلبة هذا العام قال القواسمي أنه لا يوجد أية تعليمات بهذا الخصوص حتى الآن من قبل وزارة التربية والتعليم، لكنه أكد وجود مبادرات ذاتية لدعم ومساندة الطلاب. وأضاف: قمنا في مديرية التربية والتعليم في الخليل بجمع حوالي 400 ألف شيكل (حوال86 ألف دولار) لتسديد الرسوم عن الطلبة وفق قوائم يرفعها مديري المدارس عن الطلبة الفقراء. وهناك 600 ألف شيكل (حوالي 129 ألف دولار) ستقدم على شكل مساعدات عينية كالقرطاسية والحقائب للطلبة المحتجين. الكتب متوفرة من جانبه أكد خليل الطميزي، مدير التربية والتعليم في جنوب الخليل ل(التجديد) أن الكتب الدراسية أصبحت متوفرة. وقال: واجهتنا عدة مشاكل في نقل الكتب الدراسة من المطابع إلى مقر المديريات، ورغم كل الصعوبات استطعنا توفير معظمها، والعمل جاري لتزويد المدارس بحاجاتها منها. وتابع: لتغلب على مشاكل تزويد المدارس بالكتب نستعين بالحمير لتخطي عشرات الحواجز الترابية والعسكرية. لا مدرسة بعد اليوم وبالحديث عن الواقع المعيشي للعائلات الفلسطينية فغن معظمها يعيش تحت خط الفقر، ولا تستطيع توفير المستلزمات المدرسية لأبنائها. "أبو محمد" في الخمسينات من عمره وجد نفسه أمام ثمانية من بناته كلهم بحاجة إلى الكسوة والقرطاسية والرسوم المدرسية. وللتخلص من هذه المشكلة قال ل(التجديد): اضطررت إلى فصل أربع من بناتي من المدرسة، حتى أتمكن من كسوة الأخريات، وبعد أن اشتريت كسوة أخواتهن رأيت أن المبلغ يصل إلى 300 شيكل (حوالي 55 دولارا) فطلبت من البائع تسجيل الباقي في دفتر الدين. أما الحاجة "أم ياسر" فتحمل العنب وتتوجه إلى السوق في مدينة الخليل لتبيعه وتشتري بثمنه حقائب ودفاتر وأقلاما لأبنائها. الجمعيات الخيرية تنشط وكعادتها في مثل هذه الظروف خاصة مع ارتفاع نسبة البطالة بين الفلسطينيين إلى 70%، تسعى الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة للتخفيف من معاناة العائلات المحتاجة، وتوفير المستلزمات المدرسية من قرطاسية وملابس لأبنائها، إلا أن إمكانياتها تظل دون القدرة على تقديم المساعدات لهذا العدد الكبير من المحتاجين. كما يشدد خطباء المساجد على ضرورة التكاتف والتعاون، وأن يساعد الغني الفقير في توفير المستلزمات المدرسية. فلسطين-عوض الرجوب