أكد الدكتور محمد الحريف مدير المستشفى الجامعي بمراكش أن ثقافة التبرع بالأعضاء مازالت قليلة الانتشار في المجتمع المغربي بالرغم من تميزه بالكرم والجود في باقي أمور الحياة. وأكد الحريف في ندوة صحفية نظمت بمدينة مراكش يوم الجمعة 11 يوليوز الجاري تحت شعار "التبرع وزرع الأعضاء والأنسجة البشرية: برنامج وتطور" على ضرورة تكثيف حملات التحسيس بتعاون وتنسق من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة العدل من أجل تقريب مفاهيم التبرع وزرع الأعضاء لدى الساكنة وكسب ثقتها في المنظومة الصحية الخاصة بهذا المجال. وأشار الحريف أن القانون المغربي يقنن زرع الأعضاء وفق المعايير الدولية، كما أن الشريعة الإسلامية تشجعها عليها كما جاء في الآية الكريمة "...كأنما أحيى الناس جميعا". واعتمد المنظمون في الندوة التي حضرها أيضا أطباء مختصون مغاربة وأجانب وطلبة على وسائط إعلامية ركزت على شعارات ذات حمولة دينية مثل "لا تحرموا أقربائكم من صدقة جارية"، وعلى فتاوى خاصة بحالات نقل الأعضاء وأحكامه صادرة من مجلس مجمع الفقه الإسلامي مبنية على مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث تم التفصيل في عمليات نقل الأعضاء في حالة الموت الدماغي مثل الكلية والقلب والرئة والكبد والبنكرياس والأمعاء والقرنية، والأنسجة البشرية باستثناء الخلايا المتصلة بالتوالد، أو من إنسان حي مثل نقل جزء من الكبد والتبرع بالمشيمة والتبرع والتبرع برأس عظم الفخذ. وأشار متحدثون في الندوة أن القانون المغربي يجيز نقل الأعضاء وزرعها وفق مبادئ ثلاثة هي عدم الكشف عن الهوية في إطار إنساني واحتراما لمشاعر عائلة المتبرع، والمجانية، وعدم الاعتراض على التبرع أو الأنسجة بعد الوفاة. وأكد البروفسور الفرنسي من أصل مغربي جاك البلغيثي أنه بدأ عملية زرع الأعضاء سنة 1989، ومارسها في عدة دول مثل سويسرا والسعودية ومصر، وكان يتساءل عن المانع في وجودها في المغرب، مشيرا أن حلمه الذي يعود الى 20 سنة قد بدأ في التحقق مع أول عمليات لزرع الأعضاء في مستشفيات المملكة بفضل جهود أطباء مغاربة وبتعاون من أطباء فرنسيين. وأكد الدكتور محمد ناصر الصمكاوي، رئيس لجنة زرع الأعضاء بالمستشفى المذكور في تصريح للتجديد أن اللجنة قامت بأول زرع للقرنية سنة 2009، وأول عملية زرع الكلي سنة 2010، وإنشاء "بنك العيون" سنة 2011. وأشار أن منذ التاريخ المذكور تمت 150 عملية لزرع القرنية و10 عملية لزرع الكلي، وأكثر من 20 عملية لزرع النخاع، وعملتين لزرع الكبد وهي سابقة على الصعيد الوطني. وأشار إلى أن برنامج زرع الأعضاء بالمستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش يتم بالتنسيق مع كل المستشفيات المماثلة على الصعيد الوطني من أجل تعميم الاستفادة على كل المواطنين المغاربة في أية مدينة.