فوجئ سكان بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط بإقامة سياج حول حديقة حي كراكشو- المسيرة وشروع الجرافات في تدمير الأشجار لتشييد مركب رياضي لصالح نادي الفتح الرباطي، في الوقت الذي تنتظر فيه الساكنة إعادة تأهيل هذه الحديقة التي " طالها الإهمال والنسيان من طرف مجلس المدينة". وأكد مصطفى العيسات عضو اتحاد العاصمة لشبكة الجمعيات التنموية أن السكان وجل الفاعلين في مجال البيئة يتساءلون عن كيفية اتخاذ قرار تفويت أكبر حدائق يعقوب المنصور لصالح الفتح الرباطي، معتبرا أن ما يجري من اقتلاع الأشجار في إطار أشغال المشروع "جريمة في حق البيئة". وأشار العيسات في تصريح ل"التجديد" أن هذه الحديقة التي تعتبر جزءا من الحزام الأخضر المحيط بمدينة الرباط من جميع الجوانب، والذي دعا إلى إحداثه الملك الراحل الحسن الثاني وأوصى بعد المس به، تم إعلانها عاصمة خضراء عالمية، مضيفا أنه ليس ضد إحداث منشأت رياضية، لكن ليس على حساب البيئة والمناطق الخضراء، والمس بالحزام الأمني البيئي للعاصمة". وأوضح أن هذا القرار " غير السليم" جاء في الوقت الذي كان السكان ينتظرون إعادة تأهيل هذه الحديقة التي طالها الإهمال والنسيان من لدن مجلس المدينة ومجلس المقاطعة، والتي تعتبر المتنفس الوحيد لحي المسيرة . مشيرا إلى ان " الحديقة توجد على بعد أمتار من مقر إقامة وزيرة البيئة في الحكومة الحالية. وفي السياق ذاته أكدت مصادر مطلعة ل"التجديد" أنه من المقرر خروج الساكنة للتنديد بهذا القرار رفضا لهذا المشروع الذي ينضاف، حسب تعبير المصادر، إلى حادثة تفويت ملعب الأمل التابع للمركب الاجتماعي الأمل لفائدة الفتح الرياضي الذي حوله إلى مدرسة بالأداء و حرمان عشرات الجمعيات الرياضية المحلية من الاستفادة منه. وفي موضوع ذي، صلة سبق لمصالح عمالة تمارة أن أجهزت على حديقة نموذجية أنشئت قرب المدينة عبر بناء كراسي وممرات دون المس بالأشجار، وهو ما أثار حفيظة متتبعي الشأن البيئي بتمارة خاصة أنه لم يتم الكشف عن جدوى الاجهاز على الحديقة التي لقيت أنذاك استحسان من لدن الساكنة.