تهدف هذه المقالات إلى صناعة ذوق يليق بالمسلم، يحرك فيه كل القوى الكامنة الصانعة للجمال الحقيقي، مصداقا لقول الرسول عليه السلام: >إن الله جميل يحب الجمال<، وتهدف إلى خلخلة مفاهيم خاطئة حول الجمال وفلسفته، داخل المجتمع المسلم عموما، والبيت المسلم خاصة. فإلى كل مريد يبغي صناعة الجمال وأثره الروحي على القلبين، كطريق للعبادة أهدي هذه الشذرات. إليكِ! اسمحي لي أيتها الزوجة، أخاطب فيك العقل، وأخاطب فيك الرشد، أخاطب فيك كل القوى، وأخاطب كل الجوارح، فهل تسمعين هذا الزوج الذي أنت وإياه تعانقان عش الأسرة، والخلية العاملة في المجتمع الإسلامي، أتدرين أنه يعشق الجمال بلا حدود! مسافات هذا الجمال شاسعة، أطرافها في بيتك وأطراف أخرى في أمكنة متناثرة! بداية الجمال عندك، الخيط المتين يبدأ من فيكِ، من كل زفرة تزفرينها، ومن كل تنهيدة ترخين أوتارها، يبدأ الجمال من نفَس عبق تصنعين شذاه، ويرقى من نظرة تعتصرين فيها رقراقة عيونك الصادقة نبعا صافيا لا يغادر بريقه وجه زوج كان ذلك معه لقاء سرمديا. اصنعي هذا الجمال وحركي وجنتيك خجلا، وحياء يليق بمقام زوجك، ليقرأ دفء الدم يسري حبا وشوقا في جلد تملكين كيمياءه أنتِ، أنتِ لا أحد سواك. ارفعي رأسك نحو المدى الذي يملأ خطه خطو زوجك، وأحسني الإنصات إلى وقع خطاه، أنبئيه أنك تتوقين لهذه الخطى، وأنها تملأ وحشة البيت، وأنها الدفء الحقيقي والحضن في بداياته، علميه أنك تحيين كل مرة يدخل عليك بهامته الممشوقة. أبلغيه أن نصف الحياة عندك طرقهُ بابك، ودخوله كيفما دخل، وإلى لقاء! إليكَ يا هذا الزوج الذي يروم الجمال، مَلْمِلْ نفسك، علم عينيك تنهضان من سبات، من وهم سراب، من لغط لغو تصنعه أنفس خائرة. تعال معي وانتبه إلى وجهك في المرآة، كيفما كان، هو الفارس المغوار، هو الفتى الصداح، هو الوجه النوراني، هو القوة تدب في عيني زوجتك، حرك كل أوصال هذا الوجه، اتركه ينخرط في كتابة اللوحة التي تعشقها زوجتك، في رسم الملامح التي تنبت الوفاء في قلب زوجتك، اترك ومضات العينين تصيح في همس صادق: أحبك! دع أنفاسك تلون الصورة قريبا من عيني زوجتك، صدق أنفاسك يصرع الكبرياء عند زوجتك، فتخر أنفاسها ماء سلسبيلا تحت عينيك، لتكون كل شيء، وكل الشيء الذي ينقصك، وكل التفاصيل المجملة لذلك الملاك الذي بين يديك، انظر إليها طهرا، انظر إليها بلسما، أغمض عينيك تر كنه حبها شاخصة ببصرها نحو المحيط ترقبك. لا شيء سواك يملأ المكان، فلا تدع لسواها مكانا، تريد فيك كل المكان، وبك تصنع المكان وأنت المكان. هنيئا لك إن حركت هذه الكيمياء، وكنت قارئ الحب في صورة هذا الجمال، وإلى لقاء! يكتبها: الناجي الأمجد