بدأت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان أول أمس الأربعاء بحث مسألة حظر الحجاب في الأماكن العامة في فرنسا، وما إذا كان يتناقض مع حرية العقيدة وذلك من خلال شكوى رفعتها شابة منقبة، إلا أنها لن تصدر قرارها قبل عام 2014. وتأتي هذه الجلسة في نفس اليوم الذي أكدت فيه محكمة استئناف باريس قرارا بصرف موظفة تعمل في حضانة خاصة لاصرارها على ارتداء الحجاب. وفي القضية التي رفعت امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ، دار النقاش حول الشكوى التي تقدمت بها فرنسية مسلمة ضد القانون الذي تم التصويت عليه في نهاية 2010 وينص على ان «لا يسمح لأحد بارتداء اي زي يخفي وجهه في مكان عام» تحت طائلة دفع غرامة لا تتجاوز 150 يورو او قضاء فترة خدمة مواطنة. وتعترض المدعية التي عرفت بالاحرف الاولى من اسمها «اس B اس» على القانون الفرنسي الذي دخل حيز التنفيذ في ابريل 2011 معتبرة انه ينتهك حقوقها الاساسية وخصوصا حرية الفكر والعقيدة والتعبير والانتماء. وقال احد محامي الدفاع رامبي دو ميلو «ارتداء النقاب ليس علامة تطرف بل يدخل في خانة الحرية الشخصية». وأيدت محكمة الاستئناف في باريس، أول أمس الأربعاء، قرارا يقضي بتسريح موظفة تعمل بإحدى الحضانات الخاصة بسبب ارتدائها الحجاب. وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن محكمة الاستئناف رفضت في قرارها الحكم الصادر في مارس الماضي عن محكمة النقض والذي اتهم الحضانة المذكورة بالتمييز بسبب طردها لفاطمة عفيف سنة 2008. ونقلت المصادر ذاتها عن فاطمة عفيف (44 عاما) قولها إنها ستطعن في الحكم وأنها مستعدة لرفع قضيتها إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، فيما اعتبر محاميها ميشال هنري أن القاضي خضع لضغوط سياسية. وتزامن رواج هذه القضايا في المحاكم مع تحذير مرصد فرنسي، من الزيادة «المقلقة» للإسلاموفوبيا، مشيرا إلى أن الظاهرة سجلت في الشهور التسع الأولى من العام الحالي 2013 زيادة بلغت 11.3 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2012. ووفقا لتقرير المرصد الوطني لمعاداة الاسلام في فرنسا، فإن الأشهر التسع الأولى من العام الحالي شهدت وقوع 157 عملا مناهضا للإسلام، بينما كان هذا الرقم في الفترة ذاتها من العام الماضي، 141 عملا فقط، مبرزا وقوع هجمات على مسلمات محجبات وأخرى منقبات، في عدد من المناطق بضواحي العاصمة الفرنسية باريس. وجاء في التقرير أن النساء بالحجاب يشكلن نسبة كبيرة من ضحايا ارتفاع هذه الظاهرة في فرنسا وكذلك استهداف دور العبادة وبعض الفرنسيين المسلمين الذين تبدو عليهم معالم ديانتهم مثل طول اللحية. كما شهدت هذه السنة اعتداءات على مساجد فرنسية ومنها المسجد الكبير في باريس الذي كتب متطرفون على جدرانه الأسبوع الماضي شعارات معادية للإسلام. المرصد أشار إلى أنه اعتمد فقط على الشكايات التي تقدم بها مسلمون للشرطة والدرك الفرنسي، بينما هناك اعتداءات كثيرة لا يتم الإعلام بها ولا تقد شكايات بشأنها.