أجمع العديد من الرياضيين المغاربة أن الراحل علال بن قسو الحارس الأسبق للمنتخب الوطني وفريق الجيش الملكي، الذي وافته المنية أول أمس بالرباط عن عمر يناهز 72 سنة، كان من أبرز الوجوه الرياضية على الصعيدين الوطني والدولي وكان يتصف بالأخلاق الرياضية والإنسانية العالية. وأبرزوا في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب صلاتي العصر والجنازة على الراحل قبل أن يوارى الثرى بمقبرة الشهداء بالرباط، الخصال الحميدة التي كان يتصف بها الراحل سواء داخل الملعب أو خارجه وروحه الرياضية العالية. وفي هذا الصدد، عدد المدرب السابق للمنتخب المغربي رشيد الطاوسي، مناقب الفقيد وسجاياه وخصاله المهنية والإنسانية والخدمات التي أسداها لفريقه الجيش الملكي وللمنتخب الوطني الذي دافع عن عرينه في ستينيات القرن الماضي. واعتبر الطاوسي، المدرب الحالي لفريق الجيش الملكي، أن رحيل علال بن قسو يعد خسارة لكل المغاربة لكونه كرس نفسه لخدمة الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، لكونه أحد أبرز الشخصيات التي وضعت حياتها في خدمة الرياضة الوطنية و مثالا يحتذى به للأجيال القادمة. من جهته، قال الإطار الوطني واللاعب السابق لفريق الجيش الملكي، حمادي حميدوش، إن الراحل كان من الرجال القلائل الذين أفنوا حياتهم في خدمة الرياضة الوطنية من أجل رفع العلم الوطني عاليا، مضيفا أن علال بن قسو "كان حصنا منيعا أمام هجمات الفرق المنافسة". وأضاف أنه فقد فيه الأخ والصديق المقرب الذي عمل بتفان وإخلاص واجتهاد مع فريقه الأم (الجيش الملكي)، مشيرا إلى أن الراحل طبع ببصمته المشهد الرياضي الوطني والدولي من خلال استماتته في جل المباريات التي خاضها سواء مع الفريق العسكري أو المنتخب الوطني. أما الحارس الأسبق لفريق الجيش الملكي غلابي العربي، فأكد أن علال كان يتوفر على عزيمة فلاذية وإرادة من حديد بالإضافة إلى مهاراته الرياضية الفذة وشخصيته القوية، معربا عن افتخاره باللعب إلى جانب الفقيد في حقبة الستينيات. وأبرز حارس سابق لفريق الجيش الملكي ومدرب الحراس في السبعينات محمد بن عمر، أن علال كان "مربيا ورياضيا ويتصف بخصال حميدة ويتسم بالتقوى والتفاني والتواضع"، مشيرا إلى أنه "كان حارسا عملاقا في حقبته، يضاهي الحارس الروسي الأسطورة ليف ياشين". وأكد أن الراحل يعتبر أحد أبرز الحراس الذين حملوا قميص فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني المغربي في فترة الستينيات من القرن الماضي، إذ عاصر لاعبين كبار من طينة إدريس باموس وعبد الله باخا ومولاي ادريس والعماري والغزواني وعبد القادر الجناح الأيمن غيرهم. وقد ازداد الحارس علال سنة 1941 بمدينة الرباط وكانت بدايته مع كرة القدم ضمن فرق الأحياء إلى أن التحق بشبان نادي الجيش الملكي سنة 1959، بعدها تم اختياره ضمن المنتخب المغربي للشبان قبل أن يصبح في موسم 1962 1963 الحارس الرسمي لفريق الجيش الملكي، وهي السنة التي تمت فيها المناداة عليه لأول مرة لتمثيل المنتخب الوطني في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بنابولي الإيطالية (شتنبر 1963). وبعد التحاقه بالمنتخب الوطني، لعب الحارس علال أول مقابلة دولية ضد فرنسا انتهت بفوز المغرب بنتيجة 2-1، كما شارك مع النخبة الوطنية في أكبر التظاهرات الدولية، لا سيما الألعاب الأولمبية في طوكيو 1964 وألعاب البحر المتوسط في نابل 1963 وتونس 1967 وإزمير 1971 والبطولة العالمية العسكرية وكأس العالم 1970 في المكسيك، والتي لعب خلالها مباراتين ضد كل من ألمانيا حين قدم مباراة كبيرة وكذا البيرو، كما شارك الفقيد في كأس أمم إفريقيا 1972 بالكاميرون، وكانت آخر مقابلة دولية له ضد الجزائر سنة 1974 ليختم مسيرته الدولية بعدما حمل القميص الوطني خلال 116 مباراة دولية. وبعد انتهاء مشواره كحارس مرمى مع نادي الجيش الملكي، شغل الفقيد منصب مدرب الحراس بالفريق العسكري، ثم انتقل لتدريب كل من المغرب التطواني والاتحاد الزموري للخميسات. وفي سنة 1995 عاد لتدريب حراس الجيش الملكي.