أكد رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران أول أمس الاثنين بلندن، أن العلاقات المغربية البريطانية «قوية ونموذجية» وما فتئت تتطور على مدار السنوات لما فيه صالح البلدين المرتبطين بعلاقة صداقة طويلة الأمد. وأوضح عبد الإله ابن كيران في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، في أعقاب المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أن البلدين يتقاسمان الإرادة نفسها بخصوص تطوير علاقات التعاون الثنائية والارتقاء بالمبادلات التجارية إلى نفس المستوى المتميز للعلاقات السياسية القائمة بينهما. وبخصوص مباحثاته مع وزير الخارجية البريطاني، أكد رئيس الحكومة أنها جرت في جو «ودي تطبعه الصراحة»، مضيفا أن اللقاء شكل مناسبة لاستعراض أوراش الإصلاح التي انخرط فيها المغرب وتجربة المملكة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تطرق ابن كيران وهيغ، إلى آخر التطورات بخصوص القضايا الإقليمية والدولية الراهنة. من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية البريطاني ويليام هيغ، أن المغرب يعد بلدا نموذجيا في مجال الإصلاحات بمنطقة شمال إفريقيا. وقال هيغ في تصريح صحفي في أعقاب المباحثات التي أجراها بمقر وزارة الخارجية البريطانية مع رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران إن المملكة المتحدة ستواصل دعم مسلسل الإصلاحات التي انخرط فيها المغرب. ونوه وزير الخارجية البريطاني بأواصر الصداقة والتعاون القائمة بين المملكة المتحدة والمغرب مشيرا إلى عزم البلدين ورغبتهما في تعزيز الشراكة المغربية البريطانية في جميع المجالات. كما أشاد المسؤول البريطاني بتقارب وجهات نظر البلدين بخصوص العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك منوها بالتنسيق بين لندن والرباط على مستوى الأممالمتحدة بخصوص القضايا الإستراتيجية الدولية. وكان عبد الإله ابن كيران، قد حل الأحد الماضي بالمملكة المتحدة للمشاركة في أشغال الدورة التاسعة للمنتدى الإقتصادي الإسلامي العالمي، الذي تحتضنه لندن خلال الفترة من 29 إلى 31 أكتوبر الجاري. إلى ذلك أكد كيت مالتوز، المدير العام لشركة النهوض ب «لندن وشركائها» أول أمس الإثنين بلندن أن العاصمة البريطانية تتطلع إلى مواصلة تطورها لتصبح مركزا للتمويلات الإسلامية على صعيد الدول الغربية. وقال المسؤول البريطاني في لقاء مع الصحافة على هامش الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي إن « لندن تتطلع إلى أن تصبح مدينة عالمية ومركزا للتمويلات الإسلامية، انطلاقا من تنوعها الثقافي والعرقي وانفتاحها على المقاولات والمستثمرين الأجانب ولاسيما القادمين من دول الخليج وآسيا وفرنسا». وأشار إلى أن تحقيق هذا المبتغى يتطلب استقطاب استثمارات ضخمة تواكب الإيقاع المتصاعد لوتيرة حياة السكان والأنشطة الاقتصادية بالمدينة. ويمثل المغرب في أشغال الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، الذي ينعقد لأول مرة في بلد خارج العالم الإسلامي، وفد هام يقوده رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. ويتوخى هذا اللقاء، الذي تحتضنه لندن تحت شعار «عالم متغير وعلاقات جديدة»، أن يشكل أرضية للقاءات والحوار بين المسؤولين والمستثمرين العالميين بخصوص آفاق التعاون ووسائل تعزيز الشراكة بين الأسواق المالية والأوروبية، مع الآخذ بعين الاعتبار الأهمية الكبيرة التي تحتلها العاصمة البريطانية في مجال التمويلات الإسلامية على الصعيد العالمي. ويتضمن برنامج هذا المنتدى تقديم عروض ومداخلات ومناقشات حول التطور السريع الذي يشهده سوق التمويلات الإسلامية، والمشاريع الاستثمارية والمؤهلات والفرص الاستثمارية التي توفرها البلدان الإسلامية. وبحسب إحصائيات المنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، فإن حجم التمويلات الإسلامية يناهز حاليا 1400 مليار يورو، وينتظر أن يصل إلى 1870 مليار يورو بحصول سنة 2015، وهي اعتمادات ضخمة تثير شهية المستثمرين في مختلف أرجاء العالم.