احتج العشرات من آباء وأولياء التلاميذ المترشحين للولوج إلى شعبة الباكالوريا الدولية بالثانوية التأهيلية مولاي يوسف بالرباط، على ما اعتبروه «تزييفا» لنتائج الالتحاق بالشعبة المذكورة، واستنكر الموقعون على رسالة احتجاجية وجهوها إلى رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية، «تسجيل تلاميذ بمعدلات منخفضة أعلى من معدلات أسماء التلاميذ المنتقاة»، وسجلت الرسالة انتقاء تلاميذ من خارج نيابة الرباط مقابل عدم قبول آخرين بسبب قدومهم من نيابات أخرى غير نيابة الرباط. وطالب العشرات من الموقعين على الرسالة، التي حصلت «التجديد» على نسخة منها، «المسؤولين بالتدخل لإنصاف المتضررين»، وكذا «إعادة عملية الانتقاء وفق معايير الشفافية». وتضم لائحة التوقيعات 38 اسما حصل أبنائهم التلاميذ علة معدلات تتراوح بين 15 و18.63 في الامتحان الجهوي الموحد لنهاية السلك الإعدادي. وبينما تنص رسالة وزير التربية الوطنية محمد الوفا إلى مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباطسلا زمور زعير، حول موضوع «فتح شعبة الباكالوريا المغربية الدولية بالمنظومة التربوية المغربية»، على «فتح باب الترشيح لقبول التلاميذ وتسجيلهم بناء على النتائج المحصل عليها في الامتحان الجهوي الموحد لنهاية السلك الإعدادي»، لجأ مدير الثانوية التأهيلية مولاي يوسف إلى الإعلان عن نتائج انتقاء التلاميذ من خلال لائحتين، تتوفر «التجديد» على نسخ منها، الأولى تضم 31 اسما تم ترتيبها حسب النتائج المحصل عليها في الامتحان الجهوي، وتتراوح المعدلات بين 17.5 و19.63، بينما تضم اللائحة الثانية 29 اسما غير مرفقة بالنتائج المحصل عليها. وقال مصدر مطلع أن مدير الثانوية أخبرهم بأن اللائحة الأولى اعتمد فيها على معيار نتائح الامتحانات الجهوية، بينما اللائحة الثانية أعدت بناء على معايير خاصة لم يذكرها، مشيرا أن هناك جهات تفرض عليه أسماء معينة. وتنص الرسالة التي بعث بها الوزير الوفا إلى مدير الأكاديمية، على إحداث باكالوريا دولية بثانوية مولاي يوسف بالرباط، بناء على اتفاقيات التعاون المشترك بين المغرب وفرنسا، وتنص الرسالة التي تتوفر «التجديد» على نسخة منها، على فتح أربعة أقسام لشعبة الباكالوريا الدولية بالثانوية التأهيلية مولاي يوسف، قسمان للشعب العلمية وقسمان للشعب الأدبية، لا يتعدى عدد التلاميذ في كل قسم 30 تلميذا، وتنص الرسالة على توسيع الغلاف الزمني لتدريس اللغة الفرنسية بإضافة ساعتين، إلى جانب تدريس مواد الرياضيات والفيزياء وعلوم الأرض والحياة باللغة الفرنسية. وسيستفيد الأساتذة المكلفين بالتدريس في هذه الشعب من دورات التكوين المستمر في المركز الدولي للدراسات البياداغوجية بباريس. ويرى عبد القادر الفاسي الفهري، الخبير الدولي في اللسانيات، أن القرار اللغوي في المغرب لا يخضع للشروط الديموقراطية ولا العدالة اللغوية، واعتبر الفهري، أن اعتماد اللغة الفرنسية في التدريس بالمغرب، «من المفارقا العجيبة»، وقال «حين تذهب إلى الشرق، تجد فيه الإنجليزية، ونفهم إلى أي حد اختيار المشرق للإنجليزية كلغة أجنبية داعمة، فهو اختيار راجع لكون الإنجليزية هي اللغة العالمية الأولى علميا وتقنيا وهذا لا يناقش فيه أحد، أما في المغرب لا يفهم وضع الفرنسية، فهي ليست بلغة العلم أو الاقتصاد، هذا الوضع كان من الممكن أن يكون مفهوما في الستينات أو السبعينات، وبالتالي لا يمكن أن يفهم الأمر إلا في إطار التبعية الثقافية واللغوية»، يضيف الفهري في حديث سابق مع «التجديد». وفي مدينة الدارالبيضاء فتحت أقسام الباكلوريا الدولية في ثانوية محمد الخامس وقد تم إحداث أربعة فصول لهذا الغرض قسمان ادبيان وقسمان علميان، ينكون كل قسم من 30 تلميذا وجرى انتقاء المرشحين بالرجوع إلى معدلاتهم التي يشترط ان تفوق 13 نقطة.