أعلن رئيس الحكومة التونسية علي العريض، أول أمس الثلاثاء تصنيف جماعة «أنصار الشريعة» السلفية الجهادية «تنظيما إرهابيا» وإصدار مذكرة جلب دولية ضد مؤسسها سيف الله بن حسين «48 عاما» المكنى ب«أبو عياض» ل«ضلوع» الجماعة في أعمال «إرهابية» عدة بتونس. وقال العريض، في مؤتمر صحافي «ثبت لنا أن هذا التنظيم (أنصار الشريعة) غير المرخص له ضالع في العمليات الإرهابية التي وقعت في تونس..فهو المسؤول عن اغتيال المعارضين شكري بلعيد (في 6 فبراير الماضي ومحمد البراهمي (في 25 يوليوز الماضي وكذلك (قتل) شهدائنا من الأمن والجيش الوطنيين». وأضاف المتحدث أن تنظيم أنصار الشريعة «مسؤول عن شبكات لتخزين الأسلحة في تونس والتخطيط للقيام باغتيالات أخرى ومداهمات لمراكز أمن ومراكز عسكرية والتخطيط للانقضاض على السلطة». وقال ردا على سؤال ل «فرانس برس» إن تونس أصدرت مذكرة جلب دولية بحق أبو عياض الهارب من الشرطة منذ شتنبر 2012. والذي يرجح هروبه إلى ليبيا وفق لمعلومات استخباراتية. هذا واستغرب متتبعون الصمت المطبق المسجل في أوساط من وصفوهم بالمطالبين برأس حكومة النهضة عقب كل اغتيال سياسي بعد الكشف عن مدبري تلك الاغتيالات التي أدخلت تونس في أزمة سياسية كبيرة. معتبرين أن ذلك يطرح أكثر من سؤال حول الخلفية الحقيقية للعديد من المتظاهرين جراء تلك الأعمال الإرهابية، و اعتبر عبد العالي حامي الدين، رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، أن الصمت الملاحظ يؤكد استهداف هؤلاء للتجربة السياسية لحركة النهضة التونسية، وأن موقف حركة النهضة ومختلف إجراءات الإدانة والملاحقة تؤكد أنها ضد الإرهاب ولو كان من جماعة ترفع شعار الإسلام. و شدد حامي الدين على أن نتائج التحقيق وموقف النهضة يعد أفضل رد على من يحاولون خلط الأوراق بين التنظيمات الإسلامية المعتدلة وبين أخرى تتبنى التطرف والتشدد والإرهاب منهجا لها. حول مصير أعضاء التنظيم الارهابي قال علي العريض بذات اللقاء الصحافي «من تاريخ هذا الإعلان، كل من ينتمي لهذا التنظيم يتحمل مسؤوليته كاملة في الانتماء لتنظيم إرهابي»، مضيفا أن تنظيم أنصار الشريعة «قائم على هيكلة فيها جزء مدني، وجناح عسكري وأمني» موضحا أن الجزء الأول يقوم ب`»جمع المعلومات» والثاني بتنفيذ (العمليات الإرهابية) وتخزين السلاح». وتابع «لا مهادنة مع الإرهاب ومع من يرفع السلاح في وجه المجتمع ومؤسسات الدولة مهما كانت التضحيات». وكان القضاء التونسي قد أصدر حكم الإعدام منذ سنة في حق زعيم أنصار الشريعة بسبب العديد من التهم ذات الصلة بالإرهاب.