اتخذ مجلس إدارة «مؤسسة السادس لنشر المصحف الشريف» في اجتماعه ليوم 30 أبريل 2012، قرارا بطبع 10 آلاف نسخة من المصحف المحمدي المضبوط بالألوان المأثورة في البداية، والتفكير في توزيعه على المساجد ولو بنسبة مصحفين لكل مسجد في مرحلة أولى. المصحف الأثري المضبوط بالألوان المأثورة، تقوم فكرته على كتابة مصحف يوافق ما كان يكتب به المصحف قديما حيث كان يكتب بالسواد ويشكل بالحمرة، وهمزات القطع بالصفرة وهمزات الوصل بالخضرة، ويوشح ويزين بطريقة جمالية غير مستعملة في المصاحف الحديثة. وقد أشرف على كتابته 7 خطاطين مغاربة، كان قد وقع عليهم اختيار اللجنة العلمية للقيام بهده المهمة، بعد إجرائهم المسابقة المخصصة في هذا الموضوع، ويتعلق الأمر ب :. عبد الرحيم كولين _ عمر أدلا _ عبد العزيز مجيب _ عبد المجيد الأعرج _ عبد الصمد محفاظ _ رشيد زرطا _ عبد العزيز دوغمي. وتطمح «مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف»، إلى أن يكون المصحف الأثري المسبع الأول في البلاد الإسلامية، من حيث خطه وكتابته، وضبطه بالألوان المأثورة عن السلف، مما ظلت تكتب به المصاحف والربعات في المغرب منذ صدر الإسلام، على طريقة الصحابة والتابعين الذين وضعوا أصول الرسم و الضبط و عد الآي، و ميزوا فيما بينها بألوان اصطلاحية ظل العمل عليها في كتابة المصاحف إلى قريب من عصرنا وإلى ظهور الطباعة العصرية. ويوجد المصحف المحمدي الأثري المضبوط بالألوان المأثورة الذي سيتم تقديمه هدية للملك محمد السادس، في مراحل التصحيح الأخيرة، ليدخل المشروع مختلف المراحل المتبقية والمتعلقة بطبعه. وذكر الدكتور عبد الهادي حميتو في مقال له بعنوان «مظاهر عراقة المصحف المغربي عبر التاريخ : المصحف المحمدي الأثري المضبوط بالألوان المأثورة»، أن ألوان الضبط المأثورة هي الألوان الأربعة المستعملة عند السلف في كتابة المصاحف الشريفة ونقطها وضبطها وهي السواد وهو الأصل الذي يكتب به النص القرآني - كما رسمه به الصحابة من كتاب المصحف الإمام الذي كتبه زيد بن ثابت ومن معه لعثمان بن عفان-، ويكتب به نقط الحروف تبعا لنقط النص به كما نقطه بذلك من نقطه من التابعين ثم الحمرة والصفرة والخضرة. وأرجع حميتو عضو الهيئة العلمية لمؤسسة محمد السادس للمصحف الشريف، اعتماد الألوان الثلاثة في المصحف المحمدي الأثري، على ما كانت عليه المصاحف الخطية المغربية إلى قريب من زمننا وإلى ظهور الطباعة العصرية. وقد نهج المغاربة نهج الأندلسيين في كل ذلك. وقال «إن الذي توخته مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف من اقتراحها على الوزارة إنجاز هذا المصحف الأثري بألوان الضبط المأثورة، أن يكون من جهة إحياء للطريقة المغربية الأثرية المثلى، ذات الطابع المغربي على الطراز المدني المأثور، الذي استمر عليه العمل في المصاحف المغرب?ة إلى قريب من عهدنا، ومن جهة ثانية ليكون إحدى مآثر الريادة والسبق لبلادنا على البلدان العربية والإسلامية التي تحلى بها عهد أمير المؤمنين، وتكلل بها سعي هذه المؤسسة الناشئة ليكون أحد الأعمال العلمية المغربية الرائدة التي قدمها جلالته من خلال المؤسسة المختصة خدمة لكتاب الله و إغناء لحقل علومه وشؤون المصحف الشريف الذي شرفها بالقيام بالعناية به والسهر عليه.