قرر الممثل والمخرج المغربي حكيم نوري مغادرة المغرب نهائيا، وذلك احتجاجا على ما اعتبره سياسة الإقصاء والتهميش المقصود، الذي تعرض لها هو وأعماله منذ سنة 2007، من طرف كل من سليم الشيخ مدير القناة الثانية «دوزيم» وفيصل لعرايشي الرئيس المدير العام للشكة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ونور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي. نوري حكى ل «التجديد» بامتعاض شديد ما اعتبره إهانة له من طرف أوساط مؤسسات تسير وتقبل فيها العديد من الأعمال بالرشوة، وهو الأمر الذي أكد أنه رفضه لعدة مرات، هكذا يقول حكيم:أصبح كل من هب ودب مخرجا وفنانا، وأصبح التلفزيون المغربي مرتعا للمهرجين، والمواطن هو الضحية، وما يقدم ليس أحسن ما أقدم و»الأمور تخلطات». نوري قال كذلك إن إهانته من طرف هؤلاء المسؤولين تمت أكثر من مرة، وذكر مرة خاطبه فيها مدير القناة الثانية سليم الشيخ بالقول «صافي سير فحالك، خلي بلاصتك للشباب» هنا قال حكيم إن هذا الخطاب لا يمكن أن يصدر عن مثقف، لأن الإبداع لا يشيخ «بالعكس المبدع كلما كبر كلما أعطى أكثر»، وضرب المثال بالعديد من المبدعين العمالقة عبر العالم، ثم قال «ما هذا الويل» هل نحن نلعب كرة القدم أم ماذا، وأردف «هذه أكبر إهانة أتلقاها في حياتي، وكرامتي أهينت». حكيم قال إنه وبعد أن سدت في وجهه كل الأبواب، لجأ إلى مراسلة الملك محمد السادس عبر وضع رسالة بالديوان الملكي بتاريخ 24 أبريل 2012، غير أنه لم يتلق أي جواب إلى اليوم، وهو ما عنى للحكيم أن جهة ما منعت الرسالة من الوصول لملك يقدر الفن والفنانين، ولا يمكن ألا يتفاعل معهم، ويلتفت إلى شكواهم ومشاكلهم. عن وجهة حكيم وموعد مغادرته قال منذ يوم الإثنين سأكون خارج المغرب لمدة ثلاث أشهر، لأعود بعد ذلك شهر شتنبر المقبل من أجل المغادرة النهائية، الوجهة لم يحسم أمرها بعد، لكنه رجح أن تكون إما أمريكا اللاتينية أو أوروبا. نوري الذي ما يزال بجعبته الكثير، تأسف لواقعته عدد من الفنانين والنقاد السينمائيين، الذين تواصلت معه «التجديد»واعتبروا أنه من المؤسف أن ينتهي مسار رجل أعطى الكثير للسينما المغربي بهذه الشاكلة. عندما يطلق اسم حكيم نوري وسط الفنانين والنقاد يقفز إلى الذاكرة أول فيلم سينمائيً يحكي قصة عام 1979،»ساعي البريد»، وأخرج أول فيلم سياسي مغربي عام 1997 وكان بعنوان «عبّروا بصمت « الذي لفت انتباه النقاد والمشاهدين. ثم واصل تجربته الإبداعية في إخراج عدد من الأفلام الاجتماعية التي تتناول الطبقة المسحوقة مثل «الطفولة المغتصبة « و»المطرقة والسندان « و»سارق الأحلام «، وفي التصدي للبرجوازية ومراكمة الثورة غير المشروعة، بفيلم «مصير امرأة» ثم في الجانب الكوميدي فيلم «فيها الملح والسكار وما بغاتش تموت» من ثلاث أجزاء، وغيرها كثير.) يذكر أن المخرج والممثل المغربي حكيم نوري من مواليد الدارالبيضاء 10 سبتمبر 1952 ، وهو والد المخرجين سهيل نوري وعماد نوري. ويعتبر من أبرز المخرجين في الساحة السينيمائية المغربية المشهود لهم بالتفوق، كما أن له العديد من الأفلام التلفزيونية والسينمائية التي أخرجها، و لعب فيها أحيانا دور البطولة. انتخب رئيسا للغرفة المغربية لتقنيي الفيلم من 1992 إلى 1997، بعدها شغل منصب نائب رئيس الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام إلى سنة 2001. وحاليا فهو عضو دائم في مكتب الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام.