نفت الحكومة المغربية وجود اختطافات في شخص وزيرين، وزير حقوق الانسان محمد أوجار ووزير الاتصال الذي سمى الاختطاف اعتقالا. هذه التصريحات خلفت ردود فعل قوية من قبل هيئات حقوقية وسياسية، الشيء الذي دفع عائلات ضحايا الاختطاف إلى توجيه ندائها إلى المسؤولين كوزير حقوق الإنسان ووزير العدل ووزير الداخلية عبر منبر جريدة "التجديد"، تسأل عن مكان أبنائها الذين سلمتهم المخابرات السورية إلى نظيرتها المغربية يوم 17 يوليوز 2002 حسب تصريح أحد المفرج عنهم السيد إدريس بن لعقول ل "التجديد". وفي زيارة لعائلة المواطن محمد أسامة بوطاهر لمقر جريدة "التجديد" تحدث أفراد العائلة عن اختفاء ابنها ومعاناتها من الغياب ماديا ومعنويا، تقول السيدة عنيبة آمينة أم محمد أسامة: >توجه ابني لأداء العمرة بالسعودية رمضان سنة1422 وكان يتصل بنا بين الفينة والأخرى يحكي لنا أطوار مناسك العمرة، وفجأة انقطع الاتصال ظننت أن سبب الانقطاع يعود لغلاء المكالمة الهاتفية<. وتضيف الأم وهي تبكي :> بعد عودة صديقه إدريس بن العقول الذي رافقه من المغرب ذهبنا عنده لنستفسر عن سر غياب إبني كل هذه المدة، فكانت الصدمة أنه يوجد بالمغرب بمعتقل سري بتمارة منذ 17يوليوز2002، وأن أحد المسؤولين بالخابرات أخبر إدريس أن ابني سيفرج عنه بعد أسبوعين أو ثلاثة<، فانتظرت الأسرة الإفراج الذي أخبرهم به صديق ابنهم، لكن هذا لم يتحقق مما دفع الأسرة للبحث عن ابنها.وحسب السيد إدريس بن العقول فإن محمد أسامة بوطاهرذهب رفقته لأداء العمرة ثم توجها لإيران قصد الدخول لأفغانستان بتاريخ 13نونبر 2001 ولما لم يستطيعا الدخول مكثا بإيران قرابة شهر ونصف فتوجها لسوريا،حيث ألقي عليهما القبض هناك بتاريخ 4يناير 2002 فأمضيا ثلاثة أشهر في ضيافة سوريا فتلقوا أشكالا وألوانا من التعذيب بمعتقل فرع الديوان رفقة 31 عربيا منهم مغربيين هما آنور الجابري البالغ من العمر 23 سنة، وسعيد امعنين، ويوضح السيد إدريس بن العقول أن المخابرات السورية سلمته رفقة صديقه محمد أبو أسامة وأنور الجابري وسعيد امعنين إلى المخابرات المغربية يوم 17 يوليوز 2002، وعن محمد أبو أسامة يتابع إدريس قائلا:>كنا نسمع أصوات بعضنا عندما كنا نؤذن للصلاة غير أنه بعد أن منعنا من ذلك لم أعرف ما وقع لرفقائي، وعندما أرادوا إطلاق سراحي من المعتقل السري بمدينة تمارة، أخبرني أحد المسؤولين في المخابرات أنه بعد خمسة عشر يوما سنطلق سراح محمد أبو أسامة فالأفضل ألا تخبر أسرته، لكنني أنني لم أستطع إخفاء الحقيقة عنهم، خاصة أنني رافقته من المغرب<. وتوجه الأسرة نداءها لكل الجمعيات الحقوقية قصد الوقوف إلى جانبها لإظهار ملابسات اختفاء الإبن وتقديمه للمحاكمة إذا قام بشيء ضد مصلحة الوطن، كما أن الأسرة تشتكي من الضرر المادي والمعنوي الذي لحقها من جراء اختفاء ابنها لأنه المعيل الوحيد للأسرة. وجدير بالذكر أن أسرة محمد أسامة وجهت رسائل إلى كل من وزير العدل ووزير حقوق الإنسان ووزير الداخلية، قصد فتح تحقيق في موضوع اختطاف ابنها وتمكينه من حقوق المواطنة التي يكفلها له القانون المغربي. وتجدر الإشارة إلى أن محمد أسامة من مواليد 1969،متزوج وأب لطفلين عبد الرحمن خمس سنوات والخنساء سنتين ونصف، هاجر إلى إيطاليا سنة 1990بطريقة قانونية، كان لاعبا لكرة القدم بالتبغ الرياضي، وبعد وفاة والده سنة 1997 عاد ليتكفل بأسرته فاستقر بالمغرب حيث كان يمارس أعمالا تجارية. وفي نفس السياق وجه المركز المغربي لحقوق الإنسان بلاغا يطاب فيه الجهات المعنية الإفراج عن المختطفين الثلاثة محمد أسامة بوطاهر وأنور الجابري وسعيد امعنين،أو تقديمهم للمحاكمة العادلة، ودعا المركز إلى إيقاف حالات الاختطافات والاعتقال التعسفي والاحتكام لمبادئ القانون والعدالة، كما يطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها عن الأضرار التي لحقت بهؤلاء المختطفين . خديجة عليموسى