تفاعل المئات ممن حجوا إلى سهرة مهرجان ربيع أكدال الرياض، مع الفنانة الفلسطينية ميس شلش، وما كادت مقدمة الأمسية تنتهي من سرد سيرة الفنانة حتى بدؤوا باستقبالها بحفاوة المغاربة المعهودة . ميس شلش التي صدحت بأنات الشعب الفلسطيني وزفرات الأسرى المساجين وآهات المبعدين وجدت إلى قلوب الحاضرين طريقا فنالت إعجابهم، وسمعت منهم رفع الصلاة والسلام على رسول الله جريا على عادة المغاربة في التفاعل مع الأفراح والابتهاجات والعمل التشاركي. الفنانة المتألقة لم تنس وهي تذود عن قضية ممتدة لعشرات السنوات شهدت فيه القضية مدا وجزرا وعرفت مسلسلا من التهجير والتقتيل والإبعاد والاعتقال؛ (لم تنس) أن تذكر العالم من على منصة مهرجان ربيع أكدال الرياض في نسخته السابعة بلاءات فلسطين الثلاث: لا اعتراف بإسرائيل، لا تنازل عن حق العودة، لا تفريط في حق الأسرى، في حضرة علي القبلوي نائب سفير فلسطين في الرباط، ومحمد رضا بنخلدون رئيس مجلس مقاطعة أكدال وخالد السفياني منسق المجموعة الوطنية للتضامن مع فلسطين، وشخصيات فنية وإعلامية وجمعوية. الحفل الذي أحيته ميس شلش تحت شعار: «الرباط تراث عالمي إنساني» على مدار ثلاث ساعات ونصف من يوم الجمعة، والمنظم من قبل مجلس مقاطعة أكدال الرياض في إطار برنامج ممتد على مدار أيام 10 - 11 - 12 ماي الجاري غنت فيه ميس شلش للشهداء وللوطن ولغصن الزيتون وللثورة والانتفاضة وأمتعت الجمهور بأغاني من عبق التراث والثورة الفلسطينيين«غزة هي البداية والثورة جايا جايا»، «مكتوب على جبينك بطل يا ساكن الزنازين». سفيرة فلسطين كما يحلو للبعض أن يسميها غنت في محج الرياض للمغرب موال «يا شعب المغرب يا غالي، والله ما نسينا الليالي» فقابلها الجمهور برفع شعار: «من المغرب لفلسطين شعب واحد ميش شعبين»، فزادت في إطرائهم بموال «يا مغرب جئناك فضمينا من بحر حبك أعطينا» تفاعل معها الجمهور بترديد «الشعب يريد تحرير فلسطين»، وما إن صدحت فنانة الشعب الفلسطيني بأغنية «أنا صوت الانتفاضة لا يعلوها صوت» حتى شدت إليها انتباه الحضور وأعادت إلى أذهانهم صورة الانتفاضة الفلسطينية التي أعادت الحياة إلى القضية فقدم أبناء فلسطين القاطنين بالمغرب رقصة فلسطين المشهورة وجسدوها على منصة المهرجان في تناسق وجمالية وإبداع وتراثية فلوح لهم الحضور بالرايات الفلسطينية التي زينت المكان وبكوفيات فلسطين للتعبير لهم عن فرط إعجابهم بهم. وكان الحفل مناسبة لتكريم عدة شخصيات أثثت فضاء المغرب في شتى أنواع الفنون والإبداعات على رأسهم خالد السفياني الذي ندب نفسه للدفاع عن القضية الفلسطينية وعبد الكريم بناني وعبد الوهاب مولين وأمينة رشيد وصفية الزياني. واختتمت السهرة الفنية بمقطوعات فنية من فرقة «صول للموسيقى» نهلت من إبداعات شعر أحمد درويش والفنان مرسيل خليفة والفنانة فيروز وإبداعات مغربية أخرى.