افتتح صباح يوم الثلاثاء 19 مارس 2013 بقاعة الندوات الكبرى بتارودانت الموسم السنوي للمدارس العتيقة خاصا بالاحتفاء بالفقهاء وطلبة العلم بالمدارس العتيقة بالمملكة، الموسم الذي حمل شعار دورة الإمام مالك سيمتد على مدى أسبوع من 19 الى 26 مارس في نسخته الأولى وفق برنامج غني بالندوات والمحاضرات والعروض العلمية والثقافية في مواضيع ذات الصلة. وفي كلمة لرئيس مؤسسة سوس للمدارس العتيقة المنظمة للنشاط، اليزيد الراضي تحدث عن الأدوار العديدة التي باتت تلعبها مؤسسة سوس مند إنشائها والتي خصصت حيزا كبيرا من أنشطتها للتعريف بالمدارس العتيقة بسوس وبتقاليدها العلمية وأدوارها المتعلقة بخلق التوازن في المجتمع المغربي بتبنيها الوسطية والاعتدال في التدين، كما أكد الدكتور على أن هذا الموسم السنوي في دورته الأولى يهدف إلى التعريف بالإمام مالك وبمذهبه الذي اعتنقه المغاربة مند عهد الأدارسة، وهدف آخر أساسي متعلق بجمع فقهاء المدارس العتيقة وطلبتها الأساتذة الباحثين والمهتمين بالقضايا الفكرية والعلمية والدينية وخلق تواصل بينهم بما يسمح بتبادل التجارب والخبرات بالاضافة إلى إبراز الكفاءات الفتية في المجال الديني. الدورة التي افتتحت بقراءة جماعية للقرآن لأطفال مدرسة عتيقة عرفت حضور مدير المدارس العتيقة بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية السيد عبد الواحد بنداود الذي تقدم بكلمة نوه فيها باختيار عنوان المؤسسة للإمام مالك كعنوان للدورة، كما نوه بالدور الريادي الذي اضطلعت به مؤسسة سوس للمدارس العتيقة رغم حداثة إنشائها وحراكها، حيت قدمت أنشطة تأطيرية عديدة ومتميزة، وقال إن الوزارة حاليا لا تشرف إلا على أربعة في المائة من المدارس العتيقة فيما تشرف القبائل على 96 بالمئة الباقية، واعتبر أن التزايد على طلب الترخيص بإنشاء مؤسسات للتعليم العتيق دليل على تشبث المغاربة بهذا النوع من التعليم. النشاط الافتتاحي عرف حضور وزير الصناعة التقليدية عبد الصمد قيوح الذي تفضل بكلمة في سياق الحدث والعديد من الشخصيات الوطنية والجهوية من منتخبين وفعاليات مدنية كما غصت القاعة التي تفتتح لأول مرة بهذا النشاط بجموع كبيرة من الفقهاء وطلبة العلم القادمين من المدارس العتيقة بالإقليم والجهة. وتتضمن فعاليات الموسم العديد من المحاضرات والندوات تمحورت حول "شخصية الإمام مالك ومذهبه" مساهمة في التعريف بمذهب الإمام مالك الذي اختاره المغاربة، بمشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين بالاضافة إلى العديد من اللقاءات التواصلية والورشات العلمية والفقهية. البرنامج تضمن أيضا مسابقات بين طلبة المدارس العتيقة وأمسيات دينية وروحية يحييها طلبة المدارس العتيقة و قراءات قرآنية ووصلات من قصيدتي (البردة) و(الهمزية)٬ بالإضافة إلى العديد من المتون التي اشتهرت بها المدارس العتيقة، كما يقام على هامش الموسم معرض يتضمن عددا من الكتب الدينية والفكرية والمخطوطات والوثائق المتعلقة بالمدارس العتيقة، وستنظم زيارات للعديد من المدارس العتيقة للتعرف على علومها ونظام الدراسة فيها.