أقرت المؤسسة الأوروبية للتكوين، التابعة للاتحاد الأوروبي، بتعرض المهاجرين المغاربة في أغلب الأحيان ل»التهميش المهني في بلدان الاستقبال»، وهو «ما يخفض من فرص بناء قدراتهم المهنية»، وقالت المؤسسة الأوروبية ضمن دراسة كشفت عنها يوم الثلاثاء 26 فبراير 2013، واعتبرتها الأولى من نوعها حول المهاجرين المغاربة، أن 74 بالمائة من المهاجرين العائدين إلى أرض الوطن «فقراء» وخلصت إلى أن «الهجرة لم تحسن مستواهم المعيشي»، كما أن 45 بالمائة من المهاجرين المغاربة يشتغلون دون عقود عمل. وتؤكد الدراسة أيضا على أن 5 بالمائة فقط من المهاجرين العائدين «رجعوا للمغرب من أجل الاستثمار»، بينما عاد 26 بالمائة لأسباب عائلية، ومن بين الذين قرروا الاستثمار في المغرب هناك 26 بالمائة لهم أعمال خاصة بهم، مقابل 20 بالمائة لهم أعمال توظف اليد العاملة. وأفادت نتائج الدراسة التي حملت عنوان «الهجرة والمهارات»، واستندت على دراسة توثيقية وبعثات إعلامية وبحثين ميدانيين شملا أربعة آلاف شخص مستجوب (2600 مهاجر محتمل و1400 مهاجر عائد للبلاد)، بأن 42 بالمائة من المستجوبين لديهم نية للهجرة، و9 بالمائة فقط من المهاجرين المحتملين لديهم الإمكانيات للهجرة، من أموال ومعلومات كافية ووثائق. ومن بين المعطيات أيضا المعلن عنها ضمن الدراسة، اكتساب 62 بالمائة من المهاجرين المغاربة العائدين لمؤهلات لغوية بالمهجر و55 بالمائة اكتسبوا مهارات تقنية أو فنية جديدة، وأكدت الدراسة أن اكتساب مهارات جديدة مرتبط أساسا بالمستوى التعليمي للمهاجرين لحظة هجرتهم. وتشير الدراسة أيضا إلى أن 31 بالمائة من المهاجرين العائدين، وخاصة أولئك الذين لديهم التعليم العالي، استفادوا من التدريب في الخارج، كما أن ثلث المهاجرين فقط حصلوا على شواهد علمية معترف بها. وتظهر نية الهجرة عند المستجوبين المغاربة في المناطق القروية والحضرية، باستثناء مدينتي الدارالبيضاء والرباط حيث تتقلص أعداد المعبرين عن نيتهم في الهجرة، كما أن مدينة أكادير ترتفع فيها نسبة الراغبين في الهجرة «52 بالمائة» تليها مراكش ب 49 بالمائة. وأشارت الدراسة إلى أن أوروبا تعد الوجهة الأولى للراغبين في الهجرة بأزيد من 70 بالمائة، وهو ما اعتبرته يعود إلى أسباب اقتصادية وتاريخية وجغرافية وثقافية، وتفيد المعطيات بأن 32 بالمائة من المغاربة يهاجرون إلى فرنسا و21 بالمائة إلى إسبانيا و15 بالمائة إلى إيطاليا. وقالت الدراسة أن الهجرة المغربية تنحو نحو التأنيث، بسبب عمليات التجمع العائلي وكذا العدد المتزايد للمهاجرات المغربيات، وتشكل النساء الآن حوالي 40 بالمائة من المهاجرين المغاربة. وأوصت المؤسسة الأوروبية باتخاذ عدة تدابير لجعل الهجرة أكثر فائدة لجميع الأطراف المعنية، أي البلد المرسل والبلدان المستقبلة والمهاجرين أنفسهم، ومن بين التوصيات التي خلصت إليها الدراسة، التأكيد على توفير «معلومات عن احتياجات سوق العمل في الاتحاد الأوروبي»، وضرورة «الاعتراف بالمؤهلات المغربية في الاتحاد الأوروبي»، وحث المغرب على «دعم المهاجرين العائدين إلى أرض الوطن، من خلال التدريب على تنظيم المشاريع»، كما أوصت بإقامة «شراكة بشأن الهجرة والتنقل بين الاتحاد الأوربي والمغرب»، بهدف «خلق شبكة مثمرة تكون في إطارها البلدان المصدرة للهجرة قادرة على الاستجابة للعجز في الكفاءات في ميدان الشغل في البلدان المستقبلة للمهاجرين». وخلصت الدراسة أيضا إلى أن «ظاهرة الهجرة يتعين أخذها بعين الاعتبار في السياسات العمومية، سواء في البلدان الأصلية أو بلدان الاستقبال، بهدف جعل الهجرة تجربة مثمرة سواء بالنسبة للمهاجر أو بلده الأصلي أو بلد الاستقبال». وأنجزت الدراسة بهدف «المساهمة في تحسين سياسات الهجرة في كل من الاتحاد الأوروبي والمغرب، من خلال «توفير بيانات عالية الجودة والتحليل»، وتحدثت الدراسة عن وجود حوالي 3 ملايين من المغاربة الذين تركوا بلادهم ويعيشون في الخارج، أربعون بالمائة منهم نساء.