كشفت وسائل الإعلام الصهيونية، أول أمس، عن رسالة عاجلة بعث بها رئيس حكومة الاحتلال، «بنيامين نتنياهو»، إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يطالبه فيها ب«اتخاذ الإجراءات اللازمة لتهدئة الأوضاع على الأرض في الضفة الغربية». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن مطالبة «نتن ياهو» هذه جاءت ضمن رسالة بعثها إلى السلطة الفلسطينية، عبر المسؤول المقرب منه «يتسحاق مولخو». وذكرت الصحيفة أن «نتن ياهو» أصدر أيضا قراراً لوزارة المالية الصهيونية لتحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية والتي يجمعها كيان الاحتلال نيابة عنها بعد أن احتجزته. يذكر أن حكومة «نتن ياهو» طالبت السلطة الفلسطينية بالعمل على تهدئة الأوضاع في أوقات سابقة، لكن المختلف هذه المرة، هو أن مثل هذا الطلب جاء متزامناً مع تحويل عائدات الضرائب التي توقف الاحتلال عن تحويلها لعدة أشهر. وكانت جهات صهيونية قد انتقدت قرار حكومة الاحتلال وقف تحويل أموال المستحقات الضريبية إلى السلطة الفلسطينية ولكن ليس بدافع إنساني حيث أشارت إلى أن الجزء الأكبر من هذه الأموال «يستخدم لصرف رواتب أفراد أجهزة السلطة الأمنية». احتجاجات متصاعدة وتصاعدت الاحتجاجات في الضفة وغزة تنديداً بتصفية الاحتلال الصهيوني للأسير عرفات جردات في أقبية التحقيق في معتقل مجدو، وتضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام، واحتجاجاً على انتهاكات الاحتلال ضدهم، مما استدعى قوات الاحتلال إلى اتخاذ إجراءات احترازية تحسباً «لتدهور» الوضع بشكل أكبر في الضفة الغربية. واندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني في مدن الضفة المحتلة، منذ السبت الماضي، ولا تزال المواجهات متواصلة إلى اليوم. وأصيب 26 شاباً بالرصاص الحي والمطاطي، أول أمس، في المواجهات التي اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في محيط معتقل “عوفر"، غربي رام الله، من ضمنها إصابتان بالرصاص الحي في الصدر. وقام جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه المتظاهرين، في الوقت الذي كثفت قوات الاحتلال من دورياتها الراجلة والمحمولة في مناطق متفرقة بالضفة. وفي الخليل، أصيب شاب برصاصة مطاطية في رأسه وتم نقله للمستشفى لتلقي العلاج، خلال المواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال في منطقة بيت عينون شرق المدينة. واندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال قام خلالها الشبان برشق الجنود بالحجارة وأطلق الجيش الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان مما أدى لإصابة عدد منهم بحالات اختناق. وأصيب عدد من الشبان بالاختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع التي أطلقها جنود الاحتلال باتجاه الشبان الذين يرشقونهم بالحجارة في منطقة باب الزاوية وسط المدينة. وفي غزة انطلقت مسيرات ضمت جميع الفصائل الفلسطينية تضامناً مع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال وتنديداً باستشهاد الأسير عرفات جردات. من جانبه، حذر عضو “الكنيست" بنيامين بن أليعيزر من أن الأوضاع تسير باتجاه انتفاضة ثالثة، مرجحاً أن تكون “أكثر دموية من سابقتيها". ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ" قوله في مقابلة مع إذاعة الاحتلال أن على «نتن ياهو» أن “يقود عملية سياسية في المنطقة قبل أن يملى عليه القيام بذلك". ورأى نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية بأن المطلوب من الكيان وقف الاستيطان فوراً وإطلاق سراح الأسرى من أجل خلق بيئة هادئة. وقال لوكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس" إن “المفروض أن تقع مسؤولية تهدئة الأوضاع في المنطقة على “إسرائيل" والمطلوب إن أرادوا التهدئة إطلاق سراح الأسرى وخصوصاً المضربين عن الطعام فوراً". إضراب الأسرى متواصل من جانب آخر، تواصل الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني، لليوم الثالث على التوالي الإضراب الشامل عن الطعام عقب استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجن مجدو بعد 6 أيام من اعتقاله من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة. وقرر حوالي ثلاثة آلاف أسير في سجون الاحتلال مواصلة الإضراب. وقال الناطق باسم إدارة سجون الاحتلال «سيفان وايزمن» ل»فرانس برس» إن “حوالي ثلاثة آلاف معتقل أعلنوا أنهم سيرفضون الوجبات الغذائية". وقال نادي الأسير الفلسطيني إن أسرى سجن مجدو قرروا الإضراب عن الطعام إضافة إلى مقاطعة عيادة السجن. وأوضح أن الأسرى سيضربون عن الطعام رداً على تهديدات إدارة السجن بنقل 40 أسيراً منهم إلى سجون أخرى ضمن حملة التنقلات التعسفية التي تجري في كافة السجون. وأكد النادي في بيانه أن حالة من الغليان تسود كافة سجون الاحتلال في أعقاب استشهاد الأسير عرفات جرادات من بلدة. وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أمس صباحا، أن هناك توترا داخل سجون الاحتلال ونحو 1100 أسير فلسطيني يرفضون تناول وجبات الإفطار ويعيدونها. من جانبه، أوضح نائب رئيس رابطة الأسرى والمحررين أحمد الفليت لوكالة «صفا» الفلسطينية أن سجون الاحتلال تشهد توترا كبيرًا قبل استشهاد جرادات على خلفية إجراءات مصلحة السجون، وزاد بوتيرة كبيرة بعده خوفا على حياة الأسرى المضربين عن الطعام والمرضى في ظل تعنت الاحتلال بالإفراج عنهم. وذكر الفليت أن الأسرى يتخذون قرارات تكتيكية يوميا وخطوات تنديدا بسياسة الاحتلال ومصلحة السجون القمعية واعتداءاتها المتواصلة بحق الأسرى، ومن بينها إرجاع الوجبات، وإعاقة العد اليومي، وتأخير العودة للسجن. وجدد التأكيد على أن الأسرى ماضون في قراراهم الإضراب الشامل في 14 أبريل القادم في يوم الأسير الفلسطيني، والذكرى الأولى لمعركة «الكرامة، مشيرا إلى أنه سيبدأ نخبويا وسيعم كافة السجون. ودعا «الفليت» المؤسسات الحقوقية العربية والدولية لمتابعة ملف جرائم الاحتلال داخل أقبية التحقيق في سجونه، وما يمارس بحق الأسرى من وسائل للتعذيب تتناقض مع القوانين الدولية والإنسانية.