نظمت حركة التوحيد والإصلاح منطقة درعة يوم الأربعاء 13 فبراير 2013 بزاكورة محاضرة المقرئ أبو زيد الادريسي تحت عنوان " القيم دينا وتدينا ". وفي تناوله للموضوع أشار المحاضر إلى أن مسالة القيم مسألة جوهرية في عمل حركة التوحيد والإصلاح، إيمانا منها بأن الحاجة اليوم أشد ما تكون إلى القيم في ظل الهجمة الشرسة التي تعرفها ساحة التدافع المجتمعي خصوصا على مستوى القيم والهوية . بعد ذلك عرج المقرئ الادريسي على إعطاء تعريف للمفاهيم الثلاث المتضمنة في العنوان وهي القيم والدين والتدين، حيث أشار في البداية في تعريفه للدين على أنه خضوع لله تعالى وانقياد تام بخلاف الملل والنحل الأخرى والتي لا ترقى حتى في مضمونها إلى معنى الدين في الاسلام. لينتقل بعد ذلك إلى الحديث عن التدين والذي عرفه على أنه تنزيل للدين على الواقع واجتهاد بشري في إطار التفاعل مع مقتضيات الوحي والدين، هذا التنزيل الذي يشمل كما أشار إلى ذلك المحاضر ثلاث مراتب تمثل مقومات التنزيل السليم لهذا الدين وهي الانتماء والولاء والوفاء . بعد ذلك أشار في معرض حديثه وتعريفه للقيم على أنها تمثل منظومة العقائد الدينية والفلسفية المفضلة عند جماعة ما، كما أكد على أن هذه القيم تمثل فلسفة الوجود لأي إنسان ولها أربعة محاضن أو أوعية على حد تعبير المقرئ. هذه الأوعية الأربع هي الإطار العام الذي تتفاعل في داخله القيم وتعطي معنى لوجود الانسان وهي الوعاء الفلسفي والوعاء الغائي والوعاء الأخلاقي والوعاء السلوكي. وفي نهاية كلامه أشار المقرئ إلى أن هذه القيم لها و ظائف أساسية تتمثل في أمرين اثنين: أولها هو حفظ الهوية ويتجلى في التجسيد الفعلي والعملي للمقومات الثلاث التي تحدث عنها سابقا وهي الانتماء والولاء والوفاء. وثانيهما هو انتاج العمران بماهو مؤشر على تملك شروط النفير الحضاري والسعي إلى تحقيق النهضة المنشودة للأمة.