ندد زعيم “النهضة" راشد الغنوشي باغتيال المناضل السياسي والحقوقي شكري بلعيد. وأشار إلى أن عمليات الاغتيال ليست بغريبة في تونس، حيث وحسب تعبيره، تم سابقاً اغتيال شيخين تابعين للتيار السلفي وتحديداً من جماعة الدعوة والتبليغ وهي جزء من ضريبة التحول، إذ إن كل البلدان التي عاشت ثورات مهددة بأن تمر بها. وأضاف أن عملية “الاغتيال الآثم" لبلعيد “لا تخرج عن معتاد الثورات قديماً وحديثاً". ولم يفوت الفرصة دون اتهام من أسماهم “الثورة المضادة" باغتيال بلعيد سعياً منهم لتقسيم المجتمع التونسي إلى جبهتين متناحرتين وجرها نحو العنف، حسب تعبيره. وقال الغنوشي، في مقابلة مع صحيفة «الخبر»الجزائرية نشرت أمس الأحد، إن الذين يتهمون حركة النهضة في حادثة اغتيال شكري بلعيد، هم خصوم عقائديون وسياسيون راديكاليون، لا يستطيعون أن ينظروا إلى النهضة، إلا بكونها حركة رجعية والشر الأعظم، وينظرون إلى الإسلاميين كلهم على أنهم رموز الظلامية والرجعية». وأضاف «وبالتالي اغتنموا هذه الفرصة، وجعلوا من المصيبة فرصة لمواصلة الهجوم، واعتقدوا أنها فرصتهم للهجوم الكاسح على النهضة ولجعلها تدفع ثمنا لجريمة لا أحد أثبتها على النهضة، ولا النهضة اعترفت بها، وكل الدلائل المعقولة تقول إن الحزب الحاكم ليس من مصلحته تفجير الوضع الأمني في مجال حكمه، من له مصلحة في هذه الجريمة؟ بالتأكيد ليس من مصلحة الحزب الحاكم أن يقوم بتفجير أرض يقف عليها». وتابع «الذين يتهموننا هم أولئك المتربصون، والذين فشلوا في الانتخابات، وأمام صناديق الاقتراع، ولم يتمكنوا من إقناع الشعب برؤيتهم وأفكارهم، هذا الحزب (حزب العمال بقيادة حمة الهمامي وشركائه في الجبهة الشعبية) الذي يتهمنا، حصل في انتخابات 23 أكتوبر 2011 على 4ر2 بالمائة فقط، بينما حصلت النهضة على 42 بالمائة، بمعنى أنها أكبر منه أكثر من 20 مرة». وأشار الغنوشي إلى أن حزب العمال، يعتقد أن دماء شكري بلعيد كافية لتدمير النهضة، في ابتزاز «رخيص واستغلال دنيء لدماء شكري بلعيد، بل وبلغ به الأمر حد توجيه التهمة له بأنه هو القاتل، وأن النهضة هي التي خططت». وقال «يعتقدون أن الثورات تصنع بالسيناريوهات، وأن هناك بوعزيزي جديدا هو شكري بلعيد، وأن هناك بن علي جديد هو الغنوشي، فلتقم الثورة، هذه سذاجة غريبة، ومحاولة للقفز على الحقيقة، هل يمكن لعاقل أن يعتقد أنه من مصلحتي أو مصلحة حركة النهضة تفجير الوضع القائم بأي طريقة». واعترف الغنوشي بأن تونس تعيش وضعاً صعباً، لكنه شدد على التمسك بمبدأ الاعتدال، ورفض التطرف والغلو، مؤكدا أن النهضة ترفض التورط في خلق حالة من التصادم مع خصومها، رغم أنهم يسعون إلى جرها مطمئنا التونسيين بأن ذلك لن يحصل. كما استبعد حدوث أي انقسام في حركة النهضة على خلفية دعوة رئيس الحكومة حمادي الجبالي إلى تشكيل حكومة كفاءات، لافتا أن اجتماع المكتب التنفيذي ومجلس الشورى للحركة، سينعقد الأحد (أمس)، للنظر في مقترح الجبالي، قبل إصدار الحكم النهائي عليه. وأكد الغنوشى أن حركته لن تسمح بتكرار سيناريو الجزائر فى عام 1992 بسبب تمسكها بمبدأ الاعتدال ورفض التطرف والغلو. وقال: «إن هناك فرقا كبيرا بين الوضع في البلدين بالمقارنة بما تشهده تونس حاليا»، مستبعدا فى الوقت نفسه تدخل الجيش التونسي فى الحياة السياسية. وأضاف «الجيش التونسي جيش محترف ومهني لا يتدخل في الشئون السياسية ويتولى حماية الحدود وإذا احتجنا إليه سيؤدي مهامه الوطنية، وهذا الجيش لن يحل محل السياسيين في حل مشاكل البلد».