بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى باراك أوباما على إثر انتخابه رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، أكد خلالها حرص المملكة القوي على مواصلة التنسيق والتشاور مع أمريكا لتوفير الآليات اللازمة لترجمة الشراكة الواعدة، إلى مشاريع ملموسة تعود بالنفع على القطاعات الحيوية للبلدين، وشدد على استعداد المغرب لدعم كل المبادرات المشتركة والمقاربات الجادة، بخصوص سبل مواجهة التحديات الأمنية الكبيرة والمخاطر المتعاظمة التي تهدد السلم الإقليمي والدولي، والتي تستوجب تضافر كافة الجهود. وكانت الانتخابات الأمريكية التي جرت أول أمس، قد أفرزت انتخاب المرشح الديمقراطي باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية، متغلبا على منافسه الجمهوري القوي ميت رومني، كما أفرزت الانتخابات مجددا، سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ وهيمنة الجمهوريين على مجلس النواب. واعتبر سعد العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون، نجاح أوباما أنه كان منتظرا وهنأ الشعب الأمريكي على نجاح مرحلة الانتخابات، وقال في تصريح ل«التجديد»، إنه على يقين بأن العلاقات مع أمريكا ستعرف مزيدا من التطور الإيجابي في ظل ولاية أوباما الثانية، مضيفا أن الولاية الأولى عرفت تطورا نوعيا في العلاقات بين البلدين خصوصا محطة الحوار الاستراتيجي. وأشار العثماني، أن أوباما في ولايته الثانية ستكون له جرأة أكبر في مناقشة القضايا والإشكالات الداخلية والدولية، وأخذ مواقف صارمة اتجاه بعض القضايا خاصة القضية الفلسطينية وسوريا وأفغانستان. كما أكد المتحدث، أن موقف أمريكا من الصحراء واضح في البلاغ المشترك الذي صدر عن دورة الحوار الاستراتيجي، إذ تؤكد فيه دعمها لمبادرة الحكم الذاتي الذي اعتبرته مقترحا واقعيا وجديا وذو مصداقية. ويطرح فوز أوباما بولاية ثانية تساؤلات عديدة حول سياسته الخارجية اتجاه العالمين العربي والإسلامي، ومدى تحرر أي رئيس منتخب للمرة الثانية في أمريكا من الضغوط المرافقة للهاجس الانتخابي وانفتاحه أكثر، وفي هذا الصدد، أكد ادريس لكريني أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، أنه في مثل هذه المحطات ينبغي التعامل بشكل أعمق لأن السياسة لا ترتبط بهذا الرئيس أو ذاك، لأن هناك مجموعة من المحددات المؤطرة لا تتغير مرتبطة بضمان الانتشار والريادة وحماية المقومات الأمريكية الداخلية، وقال المتحدث في تصريح ل»التجديد»، إن سياسة أوباما الخارجية لا يمكن أن تتأثر بشكل كبير لأن هناك فاعلين رسميين وغير رسميين متدخلون. غير أنه توقع أن يكون أداء أوباما أكثر فاعلية إزاء بعض قضايا المنطقة العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وأكد أن هامش الجرأة سيكون أكبر بالنسبة إليه لتحرره من أي ضغط انتخابي. من جهته، اعتبر حسان بوقنطار أستاذ العلاقات الدولية، أن انتخاب أوباما شيء إيجابي لاعتبار أساسي هو أنه خلال ولايته الأولى حاول بشكل إجمالي أن يخلق قط يعة مع الممارسات المتغطرسة لسلفه بوش، وعن جرأة أوباما في سياسته الخارجية مستقبلا، أكد المتحدث في تصريح ل»التجديد»، رئيس الإدارة الأمريكية يشتغل داخل نظام قائم على التوازن بين الرئاسة والكونغرس، مبرزا أنه تنتظره ملفات معقدة خاصة تلك التي تتعلق بالشرق الأوسط.وفي علاقة بالانتخابات، كشف مركز «سي إ ربي» الأمريكي للدراسات، أن المرشحين للانتخابات باراك أوباما وميت رومني أفقا ما مجموعه 6.2 مليار دولار. وأعلن موقع تويتر، أن الانتخابات الاميركية سجلت أكبر عدد التغريدات في تاريخ الأحداث السياسية، إذ أحصى 11 مليون تغريدة في الساعات الأولى من مساء يوم الاقتراع.