أوصت الندوة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو في القاهرة تحت عنوان (قضايا المخطوطات : تراث العرب والمسلمين في العلاقات الخارجية)، بإنشاء مركز للمخطوطات الإسلامية على غرار معهد المخطوطات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يتكامل معه في العمل، ويركز على حصر التراث الإسلامي وحفظه وتصنيفه، مستفيداً في ذلك من التقنيات العلمية الحديثة. ودعت إلى وضع التراث الإسلامي في إطار العلوم المتقدمة من حيث العناية به وتحليله ودراسته واستخلاص النتائج منه، وفق منهج ينطلق من عمق الفهم والاستيعاب الكافي لمجمل التصنيفات التي قدمها العلماء المسلمون، والإسهامات التي أثروا بها العلوم الإنسانية والطبيعية. وأكدت على ضرورة الاستفادة من الوثائق الإسلامية إلى جانب المخطوطات العلمية، لما لها من أهمية في التأريخ لمختلف نواحي حياة المسلمين، وعلى الأخص وثائق العلاقات الخارجية لدول العالم الإسلامي. وأوصت بدراسة مصادر التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، وكتب الرحلات والفقه والنوازل والفتاوى، وذلك لمعرفة الوقائع والدوافع التي كانت وراء حركة الاجتهاد في الحضارة الإسلامية، واستلهام مناهج البحث وطرق التفكير والاستنباط المتبعة في استخلاص تلك الفتاوى والاجتهادات، والاستفادة منها في إحياء حركة الاجتهاد في قضايا الواقع المعاصر. وقد تركزت موضوعات الندوة التي عقدت بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليكسو حول محورين رئيسين هما : الرؤية والحضور والمشروع والإشكاليات، والصورة والحضور واشتباك المصادر. وقد تضمن المحوران موضوعات في أربع قضايا تفرعت عنها عناوين البحوث، وشملت رؤية الإسلام للعلاقة مع الآخر وأسسها، وكيف تعاملت البلدان الإسلامية مع الآخر من خلال أمثلة ونماذج تاريخية موثقة، وإشكاليات التعرف إلى تراث العلاقات الخارجية والتعريف به وما يتصل بذلك من توصيف وتوظيف، وصورة تراث العرب والمسلمين في العلاقات الخارجية وحضوره في الدراسات العربية المعاصرة وفي عقل الآخر.