دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، يوم السبت 21 يوليوز 2012 المعارضة السورية إلى تنظيم صفوفها وأن تشكل بسرعة حكومة مؤقتة ممثلة لتنوع المجتمع السوري، وقال إن هناك اتفاقا في هذا الشأن مع الجامعة العربية وقطر. وقال فابيوس في بيان إنه «أيا تكن مناوراته فإن نظام الأسد قد حكم عليه شعبه نفسه الذي يبرهن عن شجاعة كبيرة، وحان الوقت للتحضير للمرحلة الانتقالية ولما بعدها»، وأعرب عن أمله بأن تشكل سريعا حكومة مؤقتة تكون ممثلة لتنوع المجتمع السوري. وأضاف أنه أجرى «عددا من الاتصالات ولا سيما مع نبيل العربي ورئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني»، وتابع «نحن جميعا متفقون على أن الوقت حان لأن تنظم المعارضة صفوفها من أجل تسلم السلطة في البلاد». وفي الوقت نفسه دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المجتمع الدولي للتحرك من أجل وقف العنف في سوريا التي قال إن الأوضاع فيها تتدهور بشكل سريع. وأعلن بان أثناء زيارة لكرواتيا في إطار جولة بدول البلقان أنه سيرسل إلى سوريا مساعده لشؤون عمليات حفظ السلام الدبلوماسي الفرنسي هيرفيه لادسو وكبير المستشارين العسكريين في الأممالمتحدة الجنرال السنغالي بابكر غاي من أجل تقييم الوضع الميداني هناك. ودعا بان مجلس الأمن الدولي إلى «مضاعفة الجهود للوصول إلى سبيل موحد للمضي قدما وممارسة مسؤوليته الجماعية»، وأضاف أن الحكومة السورية «فشلت بوضوح في حماية المدنيين، ولدى المجتمع الدولي مسؤولية جماعية للالتزام بميثاق الأممالمتحدة والتصرف وفقا لمبادئه». 19 ألف قتيل إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، عن سقوط أكثر من 19 ألف قتيل في سوريا منذ بدء حرب الإبادة التي تشنها قوات نظام الأسد على السوريين المءالبين بالحرية والديمقراطية. في غضون ذلك، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا أن التطورات في الأزمة السورية «دخلت مرحلة الحسم»، مطالبا بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري. وقال سيدا في مؤتمر صحفي عقده في اسطنبول أول أمس: «إن الجهود الدبلوماسية متسارعة بنفس الوتيرة التي تتفاعل فيها الأوضاع على الأرض (...) لقد بلغنا مرحلة الحسم وفق ما أفادنا به الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة»، وذلك في ختام جولة قام بها في عدد من الدول الأوروبية. وأضاف: «إن سوريا منكوبة ونطالب بإنشاء صندوق دولي لإغاثة الشعب السوري ونناشد الجميع التدخل لتخفيف معاناة اللاجئين». وكان سيدا أعلن الخميس في روما أن النظام السوري «يعيش أيامه الأخيرة» معتبرا أن الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن الدولي قد تكون له «تداعيات كارثية» على سوريا. وقد استخدمت روسيا والصين الخميس الفيتو ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن الدولي يتوعد النظام السوري بعقوبات تحت البند السابع. «حكومة انتقالية» من جانب آخر، كشف المعارض السوري هيثم منّاع أنه رفض عرضاً لقيادة حكومة انتقالية في سوريا بالمرحلة المقبلة قدمته إليه جهات بالنظام السوري إضافة لأطراف دولية أخرى. وقال منّاع في اتصال هاتفي مع «وكالة أنباء الأناضول» إن ضباطاً من الجيش السوري وأطرافاً دولية لم يسمها عرضت عليه قيادة البلاد بالمرحلة المقبلة. وأوضح أن هذه الأطراف بررت عرضها بأنه شخصية لديها قبول لدى المعارضة السورية وبعض أركان النظام الحالي الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري. إلاّ أن المعارض السوري أكد أنه رفض العرض لأنه لا يعتبر نفسه الشخصية المناسبة لمثل هذا المنصب. وأشار منّاع إلى أن ما عرض عليه في مرحلة ما بعد الأسد صيغة على غرار»اتفاق أوسلو» الذي وقّعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع مسؤولين إسرائيليين في العام 1993 ولم يسفر عن أية تسوية بين الطرفين، مؤكداً أنه يرفض مثل هذه الطروحات. وشدد على أنه «إذا تنحّى الأسد أو خُلع فيجب تنحية جميع المسؤولين في إدارته ممن ارتكبوا جرائم اقتصادية أو تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري ومحاكمتهم أمام القضاء». وخلص إلى أنه يرفض كل الحلول الوسط المطروحة حالياً. ويري منّاع أنه يجب، في حال تشكيل حكومة انتقالية لإدارة البلاد، ألاّ تزيد فترة ولايتها عن سنة ونصف السنة تمهد لانتخابات ديمقراطية تؤسّس لدولة مدنية لكل أبناء الشعب السوري. في الأثناء، نفى قائد عمليات تجمع الضباط السوريين الأحرار العميد حسام الدين العواك، أول أمس، فتح دوائر اتصال مع «إسرائيل» من أجل تقديم الدعم اللوجيستى للجبهات السورية المقاتلة، لافتاً إلى أنه ستتم محاكمة العسكريين الأحرار في حال ثبوت اتصالهم بأجهزة استخباراتية أجنبية. جاء تأكيد العواك، في مقابلة مع قناة «النيل» للأخبار المصرية بثت أمس، حيث أشار إلى أنه «لم ولن يحدث مطلقاً فتح دوائر اتصال مع «إسرائيل» أو أية دولة أخرى، لأن مهمتنا الأساسية كقيادة عسكرية هى تحرير سوريا وتسليم السلطة إلى هيئة سياسية مدنية ولا شأن لنا بالتفاهمات السياسية، لافتاً إلى محاكمة كل من يثبت عليه من العسكريين الأحرار التعامل مع أجهزة استخباراتية أجنبية، وأضاف قائد عمليات تجمع الضباط السوريين الأحرار قائلا: إن الجبهات السورية المقاتلة ستضاعف الجهد لاستكمال استراتيجية استنزاف كتائب الأسد تمهيدا لتفكيك النظام السورى ومن ثم تنفيذ عمليات الانقضاض المعدة سلفا وإسقاط الأسد فى القريب العاجل.