في الوقت الذي لم تهدأ فضيحة تسريب أسئلة الامتحان الوطني لسلك البكالوريا بعد، والتي أعلنت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي والأكاديمية الجهوية لمكناس تافيلالت عن فتح تحقيق فيها، اهتزت مدينة مكناس مرة أخرى مساء أمس الأحد على فضيحة مماثلة تخص تسريب أسئلة بعض مواد الامتحان الجهوي توصل الموقع بنسخ منها والتي تخص السنة الأولى "باك"( الثانية ثانوي) التي انطلقت اليوم الاثنين في مختلف جهات المملكة باستثناء جهة مكناس تافلالت.مصدر نقابي يؤكد عملية التسريبويتعلق أمر التسريبات الجديدة بمواد التاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والترجمة والفرنسية، و قال علي مزوغ الكاتب المحلي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم ببومية إنه طيلة ليلة الأحد/الاثنين شهدت مدينتي بومية وخنيفرة حتى منتصف الليل توزيع أوراق الامتحانات من قبل تلاميذ الثانويات، حصلوا عليها من جهات مجهولة، وأكد مزوغ أن سعر الورقة امتحانات وصلت في البداية حوالي 700 درهم وانخفضت بعد ذلك، وكشف المسؤول النقابي أن أوراق الامتحانات يتم سحبها من موقع الكتروني مؤدي عنه، حسب ما أفاده بذلك بعض التلاميذ. ونفى مزوغ أن يكون تلاميذ ثانويات خنيفرة قد قاموا برد فعل احتجاجي أو غيره ضد التسريبات، مشيرا إلى أن المؤسسات التعليمية بخنيفرة أغلقت أبوابها صباح أمس الاثنين أمام التلاميذ بعدما شاع خبر تسريب الامتحانات. محمد الساسي يخبر بإحداث خلية مركزية لتتبع التحقيقفي السياق ذاته أعلنت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمكناس تافيلالت عن تأجيل الامتحانات إلى يوم 15 و16 يونيو الجاري، وأوضح محمد الساسي مدير المركز الوطني للامتحانات في ندوة صحفية بالرباط اليوم الإثنين أن "التحقيق لازال جاريا وأن أي قرار سيتخذ بناء على نتائجه" مضيفا أن هذا القرار "سيستند على أساس الحفاظ على مصلحة التلميذ وضمان مصداقية شهادة الباكالوريا".نافيا من جهة أخرى الإشاعات التي أفادت بوجود حالات تسرب للامتحانات بمناطق أخرى ، وأعلن المتحدث أن الاختلال الذي شاب إجراء امتحانات الباكالوريا الموحدة على المستوى الوطني "ذو طابع محلي محدود يهم مركزين فقط من أصل29 مركزا في مكناس و64 مركزا على مستوى جهة مكناس تافيلالت".ويذكر انه تم الإعلان عن تسرب امتحانات الباكالوريا بثانويتي " للاأمينة" و"الخوارزمي" بمكناس مما أدى إلى توقف اجتياز الامتحانات بالمركزين.وأضاف انه تم في هذا الصدد "إحداث خلية مركزية لتتبع التحقيق والاتصال بكافة الأطراف بهدف بلورة الإجراءات التي يجب اتخاذها بشفافية وموضوعية وصرامة".وأكد ان ذلك سيتم من خلال التنسيق مع مختلف السلطات بغرض "التعرف على مصدر ما حدث وضبط تفاصيله وتحديد حجمه والمسؤولين عنه واتخاذ القرارات التي تهم الجوانب الإدارية والقضائية والتربوية بالصرامة المطلوبة".ويؤكد أن الامتحانات مرت في ظروف جد عاديةوبعد أن ذكر ان تلك الامتحانات تمت في باقي جهات المملكة في ظروف عادية "وبانخراط جميع المتدخلين" دعا الساسي بهذا الخصوص وسائل الإعلام إلى المساهمة في تمكين التلاميذ من اجتياز امتحاناتهم في أجواء صحية من خلال العمل على التصدي " لمناخ الاحتقان الناجم عن الإشاعات المتناسلة".يذكر أن حوالي 844 تلميذ وتلميذة بثانويات مدينة مكناس قد قاطعوا امتحانات البكالوريا ،وقاموا بوقفات باعتصام واحتجاجية متواصلة داخل وأمام ثانوية للأمينة، رفضا منهم الامتحانات وزعت بدرهم واحد ليلة الخميس بثانويات مكناس ومولاي ادريس زرهون، وقد أدت رد فعل تلاميذ ثانوية للأمينة وصلت إلى حد قيام تلميذتين بمحاولتين انتحاريتين من علو الطابق الاول للثانوية بينما أغمي على آخرين، وأصيبت تلميذة بانهيار عصبي نقلت على إثره إلى المركز الاستشفائي محمد الخامس.وكانت امتحانات الباكالوريا الموحدة على المستوى الوطني قد جرت أيام8 و9 و10 يونيو الجاري بمشاركة290 ألف تلميذ وهو ما يمثل زائد8 في المائة مقارنة مع سنة 2005 .تأجيل امتحانات الجهوية بعد عملية التسريبوفي نفس السياق أعلنت أكاديمية جهة مكناس تافيلالت للتربية والتكوين انه تقرر تأجيل الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى وكذا السنة الثانية باكالوريا ( أحرار) بجميع مراكز هذا الامتحان بنيابات مكناس والحاجب وإفران وخنيفرة والرشيدية بالجهة إلى يومي14 و15 يونيو الجاري.وأوضح بلاغ للأكاديمية توصل موقع أسيف بنسخة منه أن الامتحانات الخاصة بالمترشحين الأحرار, المتعلقة بالأشغال التطبيقية بالنسبة للشعب التقنية ستجري بهذه الجهة يومي16 و17 يونيو الجاري مضيفا ان هذا القرار تم اتخاذه " ضمانا لحسن سير الامتحان الجهوي الموحد , وحتى يتسنى للمترشحين المعنيين اجتياز الامتحان في ظروف نفسية مريحة بعيدة عن أي تشويش "على حد لغة البلاغ.المفتشون يدعون لفتح تحقيق عاجل ونزيه وموضوعي في مسألة التسريبوفي موضوع ذي صلة اعتبر المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم" تسريب امتحانات الباكالوريا لهذه السنة بشكل غير مسبوق مؤشرا قويا، ضمن مجموعة من المؤشرات، على الاختلالات البنيوية التي تعرفها المنظومة التربوية ونظامها التقويمي" وعبر في بيان له صادر عقب اجتماعه يوم 10 يوينو الجاري عن "انشغاله الشديد حول مستقبل إصلاح منظومة التربية والتكوين ببلادنا، ومستقبل أجيالنا الصاعدة، مذكرا بمواقف النقابة منذ تأسيسها من ذلك، وبمطلب المفتشين والمفتشات الملحاح بتمكينهم من الحضور الفعلي في المنظومة التربوية وتفعيل الأدوار الإستراتيجية للهيئة ضمانا لتقييم نزيه وموضوعي لنظامنا التعليمي برمته، كمدخل أساسي لأجرأة شعار الجودة الشاملة" مسجلا "اندهاشه الكبير أمام بقاء الوزارة مكتوفة الأيدي إزاء تلك الاختلالات البنيوية ونهجها سياسة الهروب إلى الأمام والتستر على الأوضاع المزرية، رغم التحذيرات المتكررة، حول مآل الاصلاح، من قبل النقابة و فعاليات المجتمع المدني وكافة المعنيين" ودعا "كافة المعنيين بالمنظومة التربوية إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء الاختلالات البنيوية التي تعرفها والعمل على تفعيل نظام تقييمها الخارجي وتمكينها من نظام للتقييم الداخلي قوي وفعال قادر على رصد أوضاعها بدقة والتدخل في الوقت المناسب بنجاعة" كما دعا الوزارة الوصية إلى "فتح تحقيق عاجل ونزيه وموضوعي في مسألة التسريب".إعادة تنظيم امتحانات الباكالوريا كما دعت النقابة المذكورة في البيان ذاته إلى "إعادة تنظيم امتحانات الباكلوريا رفعا لكل التباس وضمانا لتكافؤ الفرص وحفاظا على مصداقية الشهادات" وكذا "الكف عن سياسة الهروب إلى الأمام والعمل بشكل ممنهج وعلمي وشفاف على معالجة المشاكل البنيوية التي تعرفها منظومتنا التربوية" بالإضافة إلى "العمل، وباستعجال، على تفعيل دور هيئة التفتيش وتمكينها من كافة الضمانات والشروط القانونية والمعنوية والمادية لممارسة مهامها" داعيا "السيدات والسادة المفتشين إلى التحلي باليقظة والحذر ومزيدا من روح المسؤولية في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه منظومتنا التربوية والاستمرار في التكتل والالتفاف حول نقابتهم العتيدة التي جعلت من أولى أولوياتها الدفاع عن تلك المنظومة والاستعداد لكافة الاحتمالات في هذا الإطار" وكان المكتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم اجتماعا طارئا يومه السبت 10 - 6 -2006، على إثر الأخبار التي أكدت تسريب امتحانات الباكالوريا بشكل غير مسبوق،حيث تمت دراسة خطورة الحادث وانعكاساته على مصداقية نظام التقويم واستعراض المسلسل النضالي للنقابة، والذي يستمد مشروعيته من مواقف السيدات والسادة المفتشين من الاختلالات البنيوية والخطيرة التي تعيشها المنظومة التربوية المغربية ومسار إصلاحها، وخاصة في الموسم الدراسي الحالي، بدءا بمشاكل الدخول المدرسي ومسار السنة الدراسية برمتها وتنامي حجم الانقطاع المبكر عن الدراسة وتعثر التكوين المستمر وانتهاء باستفحال ظاهرة الغش والتسيب بحسب البيان المذكور.