خلال الفترة الفاصلة بين الإصلاح الجامعي الجديد الذي عرفته الجامعة المغربية سنة 2003 بموجب صدور ميثاق التربية والتكوين، عرفت المسالك إصلاحا آخر سنة 2007، حيث طلب من الشعب إعادة طلب إعتماد المسالك من جديد لمدة أربع سنوات 2007-2011 وهذا ما حصل بالفعل.كيف تم تدبير الإنتقال بين الإصلاح الجامعي الأول لسنة 2003 والإنتقال لإصلاح 2007-2011 ؟ عرفت هذه المرحلة صعوبة بالغة جدا وتعقيدات لازال بعض الطلبة يعانون جراءها ومعهم رؤساء المسالك في تدبير هذه المرحلة بين الإصلاحين 2003) و2007(، كيف ؟ جاء الإصلاح الجامعي الأول جدري يعتمد نظام الوحدات والفصول والمجزوءات عوض السنوات في النظام القديم .(1975) وعرف هذا الإصلاح الجديد بنظام ال ام دي (LMD)، ليسانس، ماستر والدكتوراه وتستمر مدة الدراسة به على التوالي 3 + 2 + 3 = 8 سنوات، وهو النظام الذي يتوافق مع نظام الدراسة بأوربا على أساس أنه سيعتمد بشكل نهائي. وتميز بالتالي بتقليص مدة الدراسة بالإجازة من 4 إلى 3 سنوات )نظريا، لأنه قد تستغرق خمس سنوات دون أن تحصل على الإجازة(، إلا أن تبين أنه تشوبه نقائص وتم تعديله بإصلاح 2007-2011. بين الإعتماد النهائي لإصلاح 2003 و الإصلاح المعتمد لفترة 2007-2011 هذا الأخير الذي هم الفصول والمواد / المجزوءات لم يغير عدد الحصص/الساعات )بعد ربح سنة في إصلاح (2003 وعدد الوحدات داخل الفصول. إلا أنه تميز كونه جاء وطبق في سنة واحدة على جميع الفصول وليس بالتدرج ابتداء من الفصل الأول ويستمر مع الطلبة، ماذا حصل ؟ إذ هناك غالبية الطلبة لم يكونوا يدرسون بفصل بكامله )أربع وحدات بكاملها في فصل واحد بمعنى يدرس بالفصل الثالث وحدتين مثلا ووحدتين بالفصل الأول في الدورة الخريفية، و ثلاثة وحدات بالفصل الرابع ووحدة بالفصل الثاني(. عندما جاء إصلاح الإصلاح 2007-2011 وطبق على جميع الفصول دفعة واحدة، ماذا جرى ؟ هناك طلبة لم يستوفوا جميع وحدات الفصل الأول مثلا وهم يدرسون بالفصل الثالث، عندما جاء إصلاح 2007 عمل على تغيير ونقل مجزوءات من فصل لآخر. بمعنى أن الطالب في الفصل الثالث و الذي بقيت له وحدات بالفصل الأول اكتشف أن مجزوءات من الوحدة كانت هي السبب في رسوبه/عدم استيفائه للوحدة لم تعد في تلك الوحدة ووجد نفسه يدرس مجزوءات جديدة عوضت التي لم يستوفها بمجزوءة استوفاها السنة الماضية. وبالمقابل اختفت المجزوءات التي كان من المفروض أن يدرسها الطالب أو أدخلت في وحدة استوفاها السنة الماضية، وبالتالي سيحرم من دراستها نهائيا وهي في صلب تخصصه على اعتبار أن وحدات التواصل لم تعرف تغيرا وهي دائما تشمل وحدة داخل كل فصل) 25% .(كيف عمل السادة الأساتذة ورؤساء المسالك على تدبير هذه المفارقة وهذه التعقيدات وهي واحدة فقط ؟ لتدبير هذه المعضلة كون عدد من الطلبة سوف لن يدرسوا مجزوءات نهائيا في صلب تخصصهم عمل بعض الأساتذة على الطلب من الطلبة حضورها دون اجتياج الامتحانات لأنه قد يحتاجها في المستقبل في المباريات أو المقابلات لاستكمال الدراسة. إلا أنه في هذه الحالة كيف يمكن حضور هذه المجزوءات وهو ملزم باستعمال الزمن قد لا يتوافق مع المجزوءة التي كررت له، وكان قد استوافاها سابقا؟ وحتى إن تطابق له التوقيت بين المجزوءة التي استوفاها مع المجزوءة التي لم يستوفها وحذفت أو أدخلت في وحدة كان قد استوفاها لا يمكنه الحضور لأنه مطالب بإجراء الامتحان ودراسة المجزوءات التي كررت له وسيمتحن فيها، وإلا ليس هناك إصلاح الإصلاح 2007.ونشير على أن هذه التعقيدات لازالت جل المسالك غارقة في تدبيرها مند سنة 2007 أي خلال الموسم الماضي والموسم الحالي. فكانت النتيجة غير المتوقعة صدور تقارير دولية تضع المغرب وراءه جيبوتي والعراق وقبله دول كموريطانيا وفلسطين...في التعليم وأثرت على وضعية المغرب بشكل كبير في تقارير التنمية البشرية باحتلاله لرتبة جد متأخرة 126، رافقها بعد ذلك صدور تقرير المجلس الأعلى للتعليم الذي أعقبه صياغة وصدور المخطط الإستعجالي والذي لم يظهر له أثرا في الجامعة. وخلال شهر يناير الماضي أحتلت أول جامعة مغربية رتبة 3412 في ترتيب الجامعات العالمية. من المرتقب أن تعرف الكليات المغربية السنة المقبلة إصلاحا جديدا 2009-2010 بعد إصلاح 2007 و 2003، في ظل ظروف وتعقيدات لم تخرج منها جل المسالك جراء الانتقال بين 2003 و 2007 لينضاف الإصلاح الثالث في أقل من 10 سنوات، ومن أهم النقط التي ركز عليها الإصلاح الحالي ما تم تدارسه في اجتماع رؤساء مسالك الجغرافيا نموذجا خلال فبراير 2009 الأخير نجد:-تقليص عدد الساعات داخل الوحدات من 96 ساعة خلال إصلاح 2003 و 2007 إلى 80 ساعة فقط في الإصلاح المرتقب ؛ لربح عدد الأساتذة وتفادي ضخ أطر شابة حدبثة التكوين تتقن التكنولوجيا الحديثة.-تقليص عدد المجزوءات من 3 أو 4 داخل كل وحدة إلى واحدة أو اثنين والتي غالبا ما كانت تدرس بها 3 مجزوءات بمعدل 32 ساعة لكل مجزوءة ؛ لربح عدد الأساتذة أيضا.-إجبارية إدراج وحدة للمقاولة خلال الفصلين الخامس والسادس؛-تخصيص وحدة كاملة داخل كل فصل للغة والتواصل ؛ -تخصيص فصل ونصف لبحث مشروع نهاية الدراسة ؛-الإبقاء على مواد التفتح خصوصا التاريخ لأنه لا يمكن للخريج في المسلك أن لا يدرس التاريخ والجغرافيا لمستويات ما قبل الباكلوريا كما هو منصوص عليه في البرامج والتوجيهات التربوية الخاصة بتدريس مادة الاجتماعيات الصادر عن مديرية المناهج بالوزارة في مارس 2005 ؛-ضرورة اعتماد أكثر من مسلك خلال الفصلين الخامس و السادس، سواء كانت مسالك للإجازات العامة أو المهنية، وإلا سوف لن يكون هناك اعتماد للفصلين الخامس والسادس...؛-وكل هذه الإجراءات والمستجدات جاءت جاهزة بعد وضع الوحدات والمجزوءات التي اتفق عليها السادة رؤساء الجامعات يوم 05 فبراير 2009، وبقي للأساتذة المسالك سوى ملئ الجزء الفارغ بمواد التخصص مع تقليص المجزوءات داخل الوحدة إلى مجزوءة أو مجزوءتين على أبعد تقدير في حدود 80 ساعة لكل وحدة بعدما كانت 96 س خلال إصلاح 2003 و 2007.ملحوظة : في الجزء الموالي تفاصيل لتراجع الجامعة من خلال مؤشرات استعمالات الزمن لتغطية النقص الفظيع في عدد الأساتذة من خلال حالات من الجامعة.