في البداية لا بد من الإقرار بأنني أصبت بدهشتين صادمتين وأنا أتابع مستجدات المساعي التي يباشرها كل غيور على مستقبل النضال الأمازيغي من أجل تفادي انتكاسة الكونغريس العالمي في نسخته الخامسة ،وهو ما يستدعي منا التوضيح التالي :الدهشة الأولى: بعد اطلاعي كجل أعضاء أجهزة كنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب ومعهم الرأي العام المحلي والجهوي والوطني والدولي على فحوى البيان الصادر عن لقاء أكادير المنعقد بتاريخ 12-11/10/2008 بدعوة من ثمونت إيفوس ومنظمة تامينوت بالجنوب و الذي حضرته ،حسب البيان" مجموعة من التنظيمات الأمازيغية و اللجنة التحضيرية لCMA بتيزي وزو ومجموعة من مؤسسي المؤتمر، وأعضاء من المكتب الدولي و المجلس الفيدرالي و لجنة المصالحة المنبثقة عن لقاء بن الطيب الريف " بتاريخ 05/10/2008 إضافة إلى ما سماها البيان ب"لجنة الخبراء القانونيين ") تذكر بمثيلتها "اللجنة العلمية "التي ابتدعها أحد زعماء كونغريس تيزي وزو معية أحد أتباعه من قادة كنفدراليتنا المغلوبة على أمرها بالشمال، لتنصيبها مقررة في ندوة الحكم الذاتي 4-5 غشت 07 بالناظور عوض أجهزتها التنظيمية والهدف في الحالتين هو شرعنة علمية القرارات المتخذة وضمان الحياد السياسي ! ( وجدت نفسي في حيرة أمام المآل الذي انتهى إليه هذا اللقاء بأكادير ؛ بعد إقرار الأطراف الحاضرة دعوة الجمعيات الأمازيغية على امتداد بلاد ثمازغا للانضمام وتعزيز صفوف الطرف الداعي إلى عقد المؤتمر الخامس للكونغريس العالمي الأمازيغي بتيزي وزو ، وهو ما يعتبر موقفا مستصاغا من الناحية الديمقراطية والأخلاقية بالنسبة للجمعيات والهيآت أو التمثيليات التي استندت في صياغة ذات الموقف لقرارات أجهزتها التنظيمية.إلا أن الأمر يختلف تماما حينما يتعلق الأمربكنفدرالية الجمعيات الأمازيغية بشمال المغرب التي أعتبر نائبا أولا لرئيسها ، هذه الأخيرة لم يسبق لها أن عقدت أي اجتماع سواء لمكتبها ولا لمجلسها الكنفدراليين ولم يصدر عنها أي قرار أو موقف يخص محطة الكونغريس الأمازيغي العالمي وبالأحرى الاصطفاف المجاني بجانب هذا الطرف أو ذلك ، مع تسجيل ملاحظة تغييب إسمها ضمن الجمعيات الموقعة على بلاغ بنطيب في 05/10/2008 الذي شارك في أشغاله الرئيس باسمها ، وبالمقابل ورد إسم الكنفدرالية في مقدمة بيان أكادير ذو البعد الواحد دون أن تقرر أجهزتها قبليا لا في المشاركة ولا في اتخاذ موقف بعينه إزاء هذا النزاع المفتعل...مما يعني أن رئيس كنفدر الية الشمال سيكون أمام مسؤوليته حالة السكوت عن هذه االتجاوزات والخبطات التي تستهدف هذه المنظمة الأمازيغية الدولية بما تشكله من تهديد بتشتيت التجمع الأمازيغي إلى معسكرات ، لاتجني من ورائها القضية الأمازيغية سوى الاحباطات والانتكاسات التي هي في غنى عنها .وفي ضوء هذه التطورات والتجاوزات الواضحة من ناحية ديمقراطية القرارات ، على رئيس الكنفدرالية أن يدعو لاجتماع عاجل لتدارس الوضعية التنظيمية لهذا الإطار الذي تحمل من أجله عدد كبير من المناضلين الديمقراطيين أعباء تاسيسه والنهوض به خدمة لنبل القضية الأمازيغية وسط الإعصار الذي اجتاح المجلس الوطني للتنسيق المأسوف عليه .الدهشة الثانية : هي الأكثر فداحة أمام ما سمي ب"بلاغ لجنة المصالحة و المساعي الحميدة المنبثقة من لقاء بن الطيب بالناظور بشأن أزمة الكونغرس العالمي الأمازيغي" فهذه الأخيرة سميت بلجنة المصالحة التي انتدبتُ شخصيا عضوا فيها في لقاء بنطيب المذكور ، عهد إليها بمهمة واحدة ووحيدة هي :السعي إلى تقريب وجهات نظر الطرفين والدفع في اتجاه توحيد الموقف إزاء عقد المؤتمر الخامس بشكل موحد بين طرفي النزاع حول الشرعية ،وذلك على ضوء النداءات والبلاغات التي صدرت وتصدر عن مختلف التنسيقيات والجمعيات والتكتلات الأمازيغية المعنية فعليا بالداخل والشتات بهذا الكونغريس...دون أن تتجاوز تلك المهمة إلى اكتساب صلاحية اتخاذ مواقف ..الشيء الذي لم تلتزم به هذه اللجنة وانساقت مع قرارات مغايرة ، بل تمادت في تجاوزها بصياغة بلاغ تثبت فيه بشكل قاطع " أحقية تيزي وزو بتنظيم المؤتمر الخامس للكونغريس العالمي الأمازيغي." إنه الموقف الذي ابتدعه الحاضرون في عين المكان دون استشارة باقي أعضاء اللجنة وانا واحد منهم ! مما يفرض علي الإقرار ، انسجاما مع مبادئ الديمقراطية والمسؤولية الأخلاقية ، بأن مثل هذه القرارات لا تعنيني شخصيا ولا تلزمني في شيء بقدر ما ستلزم في آخر المطاف الذين ساهموا في صياغتها لوحدهم ..انطلاقا من حجم التحديات المحيطة بالقضية الأمازيغية والرهانات المطروحة على كل مناضل أمازيغي يستشعر خطورة المصير الذي يهدد الجميع. وحذاري من اللعب بالنار...... عضو لجنة المصالحة المنبثقة عن لقاء بنطيب بتاريخ05/10/2008 النائب الأول لرئيس كنفدرالية الجمعيات الثقافية الأمازيغية بشمال المغرب